أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

سوق البرغوث في يافا على أنقاض سوق الدلالة










عُرفت قديما باسم سوق الدلالة، ولكن محتلي يافا الجدد، الذين هوّدوا المدينة، هوّدوا السوق، وسموها سوق البرغوث. والاسم المتداول بين المتسوقين له رنين "سوق البشبشيم".

تقع السوق، التي تُشكل معلما في يافا القديمة، قريبا من ميدان برج الساعة، تباع فيها التحف اليدوية، والأدوات والملابس المستعملة، والتذكارات، والأثاث القديم، والسجاد، والبراويز، والأواني وغيرها.

تأسست السوق قبل أكثر من قرن، مع نهضة يافا، كمركز تجاري وسياسي، في بداية القرن العشرين، قريبا من الميناء، والمساجد، والكنائس، والشاطيء، حيث بسط الباعة أغراضهم، في الأزقة، والممرات المغطاة، والأرصفة، في الهواء الطلق.

ولم يكن أفضل من سوق الدلالة، بالنسبة للزوار، والحجاج، والأهالي، والتجار المحليين، والأجانب، الذين استثمروا في تصدير البرتقال، لكي ينتقوا أغراضهم، بأسعار مناسبة، ويشترون تذكارات لأحبائهم، من المدينة التي وصفت بانها عروس البحر.

وافتتحت في السوق، مطاعم تقدم وجبات لضيوف المدينة الكثر، ولكن الأحداث السياسية، عرقلت تطور يافا وسوقها، ففي العشرينات والثلاثينات، شهدت المدينة اشتباكات بين العرب، والمنظمات الصهيونية، وفي وقت لاحق، نفذت السلطات البريطانية، ما سمته عملية (مرساة)، في مواجهة الثورة الفلسطينية المتصاعدة، التي أدت إلى شل ميناء يافا، ووفرت أحياء يافا القديمة ملاذا للثوار.

أقدمت قوات الانتداب على تدمير العشرات من المنازل وتشريد سكانها، وشقت طريقين واسعتين، على شكل مرساة، ويمكن ملاحظة أثار تلك العملية التدميرية، حتى الان، في يافا القديمة.

وبعد النكبة، اتخذ سوق الدلالة، اسما آخر، مع ظهوره بشكله الجديد، وسيطرة التجار اليهود الإسرائيليين، على معظم المحال، والبسطات.

وتعتبر سوق البشبشيم الان، من مناطق الجذب السياحي في يافا القديمة، مع تنوع البضائع، ومنها ما سُرق وتم الاستيلاء عليه، من أغراض الفلسطينيين، الذين هجرتهم النكبة، وحتى الان يمكن العثور في زوايا السوق، على البومات عائلية فلسطينية، أو قطع سجاد، وأغراض أخرى، استولى عليها المحتلون الجدد.

تنقسم السوق إلى ثلاثة أقسام، القسم الأول يضم الأثاث القديم، والسجاد الشرقي، والمحلات التجارية، والحلي، والقسم الثاني يشمل الأزقة المغطاة، التي تباع في محلاتها الصغيرة الملابس الملونة، والمجوهرات، والهدايا التذكارية، والنثريات، أمّا القسم الثالث فهو عبارة عن ساحة مفتوحة، يعرض فيها اصحاب البسطات، الملابس المستعملة، والكتب القديمة، تحيط بها المحلات.

وتتخلل السوق، مطاعم ومقاهي متنوعة وعديدة، على غرار مقاهي الارصفة في المدن الاوروبية، تشكل محطات استراحة للمتسوقين المنهكين.

وتشهد السوق، نشاطات ثقافية، وفنية، وترفيهية، بالتعاون مع منظمات مدنية، وتجار السوق، التي لم يعد أحد يذكر مجدها العربي الغابر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق