يضطلع عيسى
(اسم مستعار)، بمهمة اشعال إطارات السيّارات، وإيصالها مشتعلة إلى خطوط المواجهة
اليومية، مع جنود الاحتلال، قرب قبة راحيل.
بمساعدة فتية
آخرين أصغر منه سنا، يشعل عيسى (13) عاما الإطار المطاطي، بجانب جدار على رصيف
شارع القدس-الخليل، حيث تدور المواجهات، وإشعال الإطار لا يكون دائما عملا سهلا،
ويشارك عدد من الفتية، ليس فقط في اضرام النار، ولكن في تقدير ان الاطار سيصل،
بواسطة عيسى الذي يطُلق عليه (عيسى السريع)، مشتعلا إلى فتية الخطوط الأمامية،
لوضعه بينهم وبين جنود الاحتلال.
عيسى السريع،
يعتبر حَرّيفا، في السير على الشارع، بواسطة حذائين مزودين يُستخدمان في بلاد أخرى
في رياضة التزلج. يتحرك عيسى برشاقة ملحوظة بهما، ذهابا وايابا من وإلى الخطوط الأمامية،
ولا يتوقف حتى ليستريح، مع حاجة فتية الخطوط الأمامية التي لا تنضب لإطارات
مشتعلة.
ولسد هذه
الحاجة، يضطر عيسى السريع، أحيانا، إلى تدوير اطارين معا بيديه على الشارع، في
رحلته السريعة الرشيقة، بمساعدة زوج حذاء التزلج، الذي يلعب دورا رئيسا في التغلب
على قوة احتكاك القدمين على الشارع الاسفلتي.
جهود عيسى
السريع، ورفاقه الأطفال، في توفير وتحضير الإطارات، لا تكون دائما كافية، لسد شهية
النيران التي لا تتوقف للإطارات، لذا يحتاجون دائما لأناس يمدوهم بكميات من الإطارات،
اعتمادا على المبادرات الفردية الطوعية.
أحد
المتطوعين، دأب خلال أيام، على جلب اطارات بمركبته، المزينة بعلمين، وتصدح منها
الأغاني الوطنية، ويكرر العملية، بشكل دوري، كل ساعة أو أكثر، بعد ان يجمع ما تيسر
من الاطارات، من المزابل.
ولكن الاعتماد
على المبادرات الفردية لوحدها، في ابقاء خط الامداد للخطوط الامامية سالكا، لا
يكون دائما كافيا، فيلجأ فريق عيسى، مع متطوعين آخرين، الى البحث عن الإطارات، في أمكنة
قريبة. ورغم صعوبة المهمة، يحققون نجاحا نسبيا.
وليس دائما ما يتم جمع إطارات استغنى عنها
أصحابها، لعد انتهاء صلاحيتها، فثمة شكوى من محلات بناشر قريبة من أرض المواجهات،
بفقدان جميع مخزونها من الإطارات، ومعظمها جديدة، تنتظر الزبائن، الذين قل عددهم،
بشكل ملحوظ بسبب المواجهات في المنطقة، فأصبحت الإطارات مِن حظ مَن وصلها مبكرا من
فريق الامداد، الذي انتظم فيه فنية صغار في السن، وجدوا أنفسهم، في مواجهة، اثبات
وجود مع جنود الاحتلال، في ظل غياب ملحوظ من الأكبر سنا منهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق