أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

أولاد الجَبَلّ..!



 
أبو نجيم،..لم يتدخل هذه المرّة، لتحقيق شغف الأولاد الذين ولدوا على الجَبَلّ، بعده بسنوات لا نعرفها.

مع جنون الليل، تحركوا سريعًا، أشعلوا الإطارات، وأغلقوا مدخل جَبَلّهم، ورموا على الشارع، بجانب المدرسة، حاوية النفايات، التي تكفل بها، على الأرجح، دافعوا الضرائب في الجانب الآخر مِنْ العالم، كتعويض عن تأنيب ضمير، ولمساعدة زملائهم في البشرية، على تحمل الاحتلال الذي يُطيلون في عمره.

رددوا ما يحفظونه مِنْ أهازيج، وشعارات، من يا أم الشهيد زغردي، وحتى ع القُدّس رايحين شهداء بالملايين.

أبو نجيم، الذي سكن أجدادهم حَوّله، هو نجّاب الرسول، أي الشخص الذي كان يسير أمامه، وبالمصطلح المعروف لنا الان سيكون (قوّاس الرسول). في مقامه أعلى الجَبَلّ، أودع الفلاحون، منتوج أرضهم، اخفاءا عن أعين جامعي الضرائب، لمصلحة السلاطين، الذين لا يرحمون، وأخفوا أدواتهم في حرمه. لصوص الأزمان الماضية، ليسوا مثل مافيات زماننا، احترموا الخطوط الحمراء، فمن يمد يدّه داخل المقام، لن تخرج، ببساطة، سالمة، ستُشل.

وليس فقط اللصوص من بني البشر يشلهم نجّاب الرسول، الذي لا يُفرق بين مخلوقات الله، ولكن أيضّا الحيوانات. امرأة من ارطاس، وضعت قبل قرن مِنْ الزمان، صحن زبدة تحت حماية أبو نجيم، وفي اليوّم التالي لاحظت ان جزءًا مِن الزبدة، سُرق، فغضبت، وجُنت، مَن هو المجنون، عديم الدين، الذي يجرؤ على ذلك؟ ألا يخاف من بَطّش أبو نجيم؟ وضعت صحنا آخر، وفي اليوّم التالي وجدت واويا (ابن أوّى) وقد شُلت رجله الأمامية داخل الصحن.

بُحت أصوات العديد من الأولاد. مخزونهم من المنغومات الثورية نضب، وتكرارها بدت مملة. لم يأتِ الجيش، ما العمل؟

بعد ساعات، كان عليهم اتخاذ القرار الصعب، العودة إلى منازلهم، وسيتم التفكير لاحقًا، في مغزى عدم قدوم الجيش، وإذا ما كان ذلك استهانة بهم، أو خوف أقوى جيوش الشرق الأوسط منهم؟.

أمّا فوضى الليلة، فهم على قناعة بان آخرين سيتولون تنظيفها، مع اشراقة فجر جديد على الجَبَلّ، الذي يرون منه، المدينة المقدسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق