أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

عبد يبكي حسّونه المغدور..!





يشعر عبد أبو موسى، بالغضب والآسي، لفقدانه صديق ومؤنس لياليه الطويلة.

يعمل أبو موسى حارسًا ليليًا في مُتحف بيت لحم، الواقع في منطقة المواجهات بين الفتية وجنود الاحتلال، قرب قبة راحيل، خط التماس الرئيس مع جنود الاحتلال في مدينة المهد.

ويتعرض أبو موسى، الذي يدير عمله من غرفة صغيرة قرب مدخل المتحف، الذي افتتح حديثًا، لقنابل الغاز المدمع، وأنواع الأسلحة الاحتلالية المستخدمة كافة، كقنابل الصوت، والرصاص الحي، والمعدني المغلف بالمطاط.

وعندما تقذف قوات الاحتلال قنابل الغاز المدمع، يلجأ إلى غرفته، ولكن الغاز القاتل يتسرب إليها، رغم اغلاقه للشبابيك والباب، وللتغلب على هذه المعاناة اليومية، تمكن أبو موسى، مِنْ تدبير قناع (كمامة) من أصدقاء له يعملون في القطاع الطبي، ولكن إذا كان القناع الذي يرتديه أبو موسى، عندما يشعر برائحة الغاز، قد حل نسبيا مشكلته، فان الامر لم يكن كذلك بالنسبة لمؤنس وحدته (الحسّون) الذي يعيش في قفص معه في الغرفة، والذي لم يتمكن من تحمل الغاز المدمع فقضى بسلاح الاحتلال الفتاك، دون ان يتمكن ان يودع صديقه بصوته الجميل.

يقول أبو موسى، بانه اشترى الحسّون، اعجابا بصوته، ولم يكن يتوقع بانه سيقضي بهذه الطريقة التي يصفها بالبشعة.

يضيف: "عندما يقذف الجنود قنابل الغاز المدمع، يتراجع الفتية، ويتوارون، وتحدث فوضى، ولم انتبه لصديقي الحسّون. أشعر بالأسف لفقدانه".

وحسب أبو موسى، الذي يعتبر أحد جرحى الانتفاضة الأولى، فان حسّونه المغدور نتاج زواج حسّون وكنار، ما أضفى عليه حُسنا على حُسّن-كما يقول وهو يتذكر الحسّون.

وظيفة أبو موسى كما يقول، هي وظيفة ليلية، ولكنه منذ بدء المواجهات، أصبح يداوم، أيضا متطوعا،  نهارا، كي يحمي المتحف، الذي يتعرض مثل البنايات الأخرى في المنطقة، إلى أسلحة الاحتلال.

نسج أبو موسى، خلال الأيّام الماضية، منذ بدء المواجهات، علاقات مع صحافيين، ومهتمين، ويحاول ارشاد الموجودين في منطقة المواجهات، عندما يتعرضون للغاز المدمع، إلى أسهل السُبل للتقليل من تأثيره.

يقول أبو موسى، وهو يحمل الحسّون القتيل بيده: "قتلوا الحسّون، ولا أعرف مَنْ سيقتلون أيضا؟ أعرف بانني موجود في منطقة خطرة على مدار اليوم، ولكنني أقوم بعملي، ولن أغادر المكان، مهما حدث، لن أتخلى عن مسؤوليتي".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق