(انتهيت قبل قليل من رواية، "مجانين بيت
لحم"، لأسامه العيسة. من اليوم فصاعداً سأعتبر كل أهالي بيت لحم مجانين- هكذا
شعوري بعد قراءة الرواية- الله يسامحك يا أسامة).
راوية جيدة
وإن كانت تمزج بين التحقيق الصحفي والبحثي والرواية. يبدو أن الكاتب قد تعب في
البحث والتقصي في أمور تاريخية وسياسية. أكثر شيء أضحكني هو ما كتبه حول محاولات
البيت الأبيض وقف "الرزمة الكاملة" للقبلات التي كان من الممكن أن
يطلقها عرفات، أو كما يسميه، "الختيار" في حفل توقيع اتفاق اوسلو
اللعين.
سفر تكوين وهو
الجزء الأول يتحدث عن مخيم الدهيشة تاريخيا من تسميات وأحداث وشخصيات وهم غني
بالمعلومات التاريخية وما مرت به فلسطين ولبنان في نهايات الاحتلال العثماني لبلاد
الشام. أكثر ما أوقفني هو كيف كان الالمان يحرضون المسلمين علي قتل إخوانهم
وجيرانهم المسيحيين في فلسطين وبلاد الشام، مما اضطرني للبحث في مواضيع عديدة
للتعرف عن قرب عما تحدث فيه أسامه. الجزء الثاني وهو "سفر من لا أسفار
لهم" يتحدث عن قصص مجانين بيت لحم والدير الذي أقام فيه هؤلاء المجانين. نقطتين
انتبهت لهم وهما: أننا جميعاً مجانين 😂😂
والثانية كيف كان مجانين غزة يذهبون للعيش في بيت لحم، "والدي حدثني عن ذلك
من قبل" وكيف كانت الطرق مفتوحة وسليمة ما بين هضبة فلسطين الوسطي (ما تسمي
حاليا بالضفة الغربية) وساحل فلسطين الجنوبي (المسمى حاليا دولة حماس أو قطاع غزة).
أما الجزء
الثالث وهو مهم جدا ويعتريه نوعاً من الفكاهة في وصف الحالة الفلسطينية في العصر
الحديث، "سفر مشمشي" يتحدث عن السلطة والختيار وسلام فياض والروس
والاحتلال والفساد المستشري. أحببت هذا الفصل لأنه يؤرخ بطريقة الرواية والحس
الفكاهي لمرحلة حرجة من تاريخ فلسطين الحديث. ما افتقده الكاتب هنا الانقسام
الفلسطيني. فبرغم انتهاء أحداث الرواية في عام 2012، إلا أنه لم يشر للانقسام من
ناحية اجتماعية. علي الأقل أن الانقسام جعلنا كلنا في خانة المجانين. فالمجنون حسب
ما يدّعي الكاتب هو ما لا يستطيع اتخاذ قرار معين. الشعب الفلسطيني لم يتخذ قرار
حيال الانقسام منذ سنة 2007.
-أحببت اسلوب
الكاتب ومحتوي الرواية وأنصح بقراءتها.
- يبدأ الكتاب
ب "يقول الفلسطينيون" وهو ما نعرفه عن أن المجتمع الفلسطيني يحب
"القال وقلنا"
- أنا مجنون.
- أسف اذا في
أخطاء املائية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق