غسّان زواهرة
من الأسرى الاداريين الذين خاضوا اضرابا مفتوحًا عن الطعام، لالغاء الاعتقال
الاداري بحقهم. وخشي معتز ان يستشهد وهو في فرنسا، فآثر العودة ليراه.
كسب غسّان
ورفاقه معركة الامعاء الخاوية مع المحتل، بعد أكثر من ثلاثين يومًا من الاضراب
القاسي، واحتفل بالنصر في خيمة الاعتصام التضامنية معهم في مخيم الدهيشة. وتلقى
والديّ غسّان التبريكات.
ولكن نصر
شقيقه لم يكن كافيا، فاراد ان يصنع نصره الخاص به، مع هبة أكتوبر. يوم أوّل أمس
الثلاثاء (13-10-2015)، ذهب مبكرا إلى خط التماس مع جنود الاحتلال، قرب قبة راحيل.
يتذكر أحد أصدقائه، بان معتز، لم يكن راغبا بانتظار انطلاق المسيرة، المقررة سلفا،
من أمام مخيم الدهيشة إلى قبة راحيل، فذهب بسيارته وبجانبه حطّته، ومقلاعه،
وكمامته، ولكن السيارة تعطلت في الطريق، فاسرع إلى الكراج لاصلاحها، ومن ثم انطلق إلى
القبة، ووصل فعلا قبل الآخرين.
يقول صديقه:
"طلبت منه الانتظار، لعدم وجود أحد على خط التماس، ولكنه رد علي: المواجهات
تبدأ بواحد، وسأكون أنا هذا الواحد".
بحطته المرقطة
بالابيض والأسود، وقميصه الأسود، وبنطلونه الجينز القصير، ومقلاعه، بدأ معتز يوم
انتفاضي جديد.
اتخذ له مكانا
متقدما في الصفوف الأمامية، ليس بعيدا عن مكان وجود جنود الاحتلال، وقناصته الذين
اعتلوا أسطح البنايات المجاورة.
قال رفاق له،
بان معتز استبسل في رشق جنود الاحتلال بحجارة مقلاعه الصغير، وعندما اقترب بعض
الجنود، ألقى زجاجة حارقة، ولكن رصاصة قناص جعلته يسقط أرضا.
حمله رفاقه،
بسرعة إلى سيارة الاسعاف، وقال أحدهم بان معتز ادرك انه مقبل على الشهادة قائلا:
"يا أم الشهيد زغردي".
يدرك
المنتفضون في ميدان المواجهات، اذا كانت الرصاصة قاتلة أم لا، بعد اصابة معتز لحقه
بعض رفاقه إلى المستشفى، وبقي آخرون يقارعون الجنود.
ولم يطل ذلك،
بعد نحو نصف ساعة وصل خبر استشهاد معتز، ترك مَن تبقى مِن فتية المكان، وذهبوا إلى
المستشفى، تجمع الناس في مسيرة، ضخمة من أمام مستشفى بيت جالا الحكومي، وانطلقوا
عبر شارع القدس-الخليل، الذي قطعه معتز قبل ساعات، مع صديقه، متوجها إلى منطقة
المواجهات.
توجه
المشاركون في المسيرة، يهتفون ويهزجون، إلى منزل عائلة معتز في المخيم، وكان في
انتظارهم الاف المواطنين الغاضبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق