جريدة الغد
الأردنية/عزيزة علي:
شكل فوز
الروائي الفلسطيني أسامة العيسة بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب عن روايته
"مجانين بيت لحم"، حافزا مهما له للاستمرار في النهج الذي رسمه منذ
سنوات"، معبرا عن سعادته لتقدير لجنة لجائزة لهذه الرواية، التي كانت بالنسبة
له مغامرة في الشكل والمضمون.
وأضاف العيسة "عندما كتبت هذه الرواية لم
أكن أفكر بالجوائز، واستبعدت أن يحصل شخص مثلي لا ينتمي إلى حزب أو شلة أدبية، أو
سلطة ما، على مثل هذه الجائزة المهمة وبهذا الحجم.
وتحدث العيسة
في حوار مع "الغد" حول التقينات التي عمل بها هذه الرواية، مبينا أنها
"تستند على بحث ميداني، استمر سنوات، ورؤية جديدة للأشياء والأمكنة
والمواضيع، فالرواية هي محاولة لكتابة رواية، ولثلاث مرات، يعود الراوي للقارئ،
ليشركه في الأحداث ويجس نبضه"، مشيرا إلى أنه استفاد من "التقنيات
التراثية، والحداثية"، محاولا تقديم عمل متفرد.
وقال تقرير
لجنة التحكيم في جائزة الشيخ عن الرواية، الصادرة عن "نوفل- هاشيت أنطوان –
بيروت" 2013، "شكل العمل الروائي نصاً أدبياً فريداً يهتم بسيرة المكان،
ويتتبع تغيراته من خلال موضوعة الجنون التي احتفى بها العمل وصورها على نحو يؤرخ
لحقبة فكرية في العالم العربي، وهو عمل يستلهم أساليب السرد التراثية، إضافة إلى
أنه يفيد من وسائل تقنيات السرد المعاصرة ويمزج مزجاً إبداعياً بين التاريخ
والتحقيق الصحفي، وبين الواقعي والغرائبي، وتظهر الشخصيات على نحو ثري والحكايات
الفرعية متناغمة مع الحكاية الأم".
وأبدى العيسة
سعادته بهذه الجائزة قائلا: "هي مكافأة على الجهد، وانحياز لكتابة جديدة،
وللإبداع، بوصفه قادرا على تقديم نفسه، دون أية مؤثرات أو عوامل أخرى".
وبين العيسة
أن الكتابة بالنسبة له هي :"مشروع حياة، ليس لدي حياة خارج الكتابة، عملي
الصحفي مرتبط بالكتابة، ومعظم نشاطي الحياتي الآخر موزع بين الكتابة والبحث
والقراءة"، مبينا :"نشأت في مخيم الدهيشة، ضمن جيل كان يحمل الحجارة بيد
والكتاب بيد أخرى، كل نشاط حياتي، بالنسبة لي ارتبط بهذا الشكل أو ذاك بالكتابة،
من كتابة رسائل الحب للأصدقاء إلى المناشير النضالية، والقصص القصيرة، والهتافات
في المظاهرات".
وحول الصورة
التي تستفزه على الكتابة أكد العيسة على أن "فعل الكتابة هو فعل يومي،
أمارسها بانتظام وجدية، لاعتقادي بان حرفة الكتابة، صنعة بالغة الجدية، لافتا الى
أن على الكاتب أن يمتلك نظرة معينة ومختلفة للأمور، تأتي من خلال الثقافة والبحث
والمعرفة، ومراكمة الخبرات، "ربما لا تكون هناك صورة معينة تدفعني للكتابة،
التي هي كما خبرتها عملية مخاض طويلة".
وأوضح العيسة
أن روايته "مجانين بيت لحم"، تجمع بين أشكال إبداعية مختلفة، تراثية
وحداثية، فيها استخدام لأصوات مختلفة، تجعل القارئ شريكا في العمل، وليس متلقيا،
موضحا "حاولت تقديم مدينة بيت لحم، بشكل جديد ومختلف، كما عرفنا المكان
الفلسطيني في إبداعات فلسطينية وعربية".
وكشف العيسة
أنه في هذه الرواية استعان ببحث ميداني دام سنوات، وتحسس بواطن العصف بالمكان الذي
حدث خلال أكثر من قرن من الزمان، مع تتابع السلطات المختلفة على بلادنا، مؤكدا
انحيازه "للناس الأقل حظا، للمهمشين، واللاجئين، والبسطاء"، أردت أن
أفسح المجال لهم، وأنا واحد منهم، ليعلو صوتهم.
أما بخصوص
الجديد الذي قدمه العيسة في هذا العمل قائلا: "اعتقد بان أي عمل أدبي جديد،
لكي يأخذ شرعيته، عليه أن يكون جديدا فعلا، أن يكون مغامرة في الشكل والمضمون،
وهذا ما حاولت ان افعله بالنسبة لـ"مجانين بيت لحم"، في الواقع أنا لا
اكتب رواية مرتين، كل رواية لي احرص ان تكون جديدة ضمن رؤيتي"، مبينا أن هذه
الرواية فيها "جنون أولا، وسياسة، وتاريخ، وجغرافيا، وألمان، وروس، ومجانين،
وعقلاء، ورؤساء، وغفراء".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق