لم يحتف به أحد
فهو مهمش أوّ همش نفسه ليكتب عن الهوامش التي يضفي عليها أهمية بقلمه المتنوع
الاهتمامات في طرائق الكتابة ومجالاتها الصحفية والادبية والتنقيب عن المخزون
الادبي والتراثي والثقافي والموسيقي في فلسطين, منذ بداياته كنت امتدحه لانه واسع
الاطلاع وجاهرت بذلك بقولي اكثر من مرة في غيابه وحضوره انه الكاتب الصحفي الوحيد
الذي اعرفه، فهو مثابر وصبور ومبتسم دوما رغم مرارة عيشه.. وهو ككاتب لا ينظر الى
الفوز بقدر نظرته الى الانجاز لاشباع الموضوع وذائقته الصحفية الادبية.. ولكنه فاز
برواية "مجانين بيت لحم" بجائزة الشيخ زايد للأدب، ولم يتبرع مثقفونا
الى الاحتفاء به لانه ظل بعيدا عن الشللية والصالونات الملوثة بالمجاملات
"وشيلني لشليك" فيما غيره حظي باحتفاء الفوز في مناسبات سابقة قبل اعلان
النتائج ولم يفز، هلل لهم البعض وأعلن انهم فطاحل قبل اختراع "الفطحلة".
نبارك لزميلنا
الصادق والمثابر والصابر أسامة العيسة فوزه الهادئ بالجائزة لينضم الى عمالقة
الروائيين الذين حصلوا عليها، فهو يستحق اكثر من جائزة سواء ادبية أوّ صحفية لانه
وهب نفسه لقلمه ووطنه فهو تارة ينبش الذاكرة وتارة يحفرها وتارة يفاخر بها. قلمه
فلسطيني حروفه عروبية واهتماماته لا ان يفوز بل ان ينجز.
مبارك هذا
الفوز لانه فوز للأدب الفلسطيني خارج نطاق الشللية والمجاملات. فهو أبقى على الاسم
الفلسطيني باسقا في عالم الثقافة، فالنجوم الذين رحلوا، هناك من يسير على دروبهم
وينجز ويؤرخ للمكان والانسان في فترة التيه هذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق