بيان الاتحاد
العام الكتاب والأدباء الفلسطينيين:
الرواية تتخذ
أسلوبا جديدا في البحث، وهي تتابع وقائع الحياة في مدينة بيت لحم، مهد المسيح،
لتعبر بها تاريخا طويلا، لا يكون عن طريق سرد وقائع التاريخ، وإنما بالحديث عن
المجانين الذين مروا بالمدينة، وتركوا فيها أثرا، وكان كثير منهم أكثر عقلا من
العقلاء.
استفاد الكاتب
من مخيم الدهيشة، الذي يعرفه جيدا، ومن مجاورته لمستشفى الطب النفسي هناك، الذي
يعرف شعبيا باسم مستشفى المجانين، ورسم حول هذا المركز مجموعة من الدوائر
التاريخية والواقعية، التي تدور حوله، وتسرد ما مرّ بالمدينة المقدسة من أحداث.
وبالرغم من
تميز الكاتب في أسلوب سرد الوقائع التي تشكل متن الرواية، وتضمينها للأفكار
الكامنة في ذهنه، إلا أن أهم ما يبرز جهد الكاتب فيها، وإتقانه للسرد، أن كل حدث
في الرواية ينشأ عن بحث حقيقي، لا يكتفي بالتأمل، ولا باسترجاع ما تعيه الذاكرة،
وإن استفاد من كلّ ذلك، لكنه يضيف إليه بحثا جادا يوصله إلى الأشخاص وقناعاتهم
وسلوكياتهم، بما فيها الجنون، ويوصله إلى تاريخ المدينة، وخصوصا في أزمنة
احتلالها، وهو ما تتوجه إليه الرواية الحديثة التي تجاوزت مجالات السيرة الذاتية،
لتوسع المجال لسيرة المكان، ومن فيه.
هذا الأسلوب
ليس جديدا ولا عابرا في حياة الكاتب، ولكنه جزء من جديته في التعامل مع الكتابة،
صحفيا وقصصيا وروائيا، وجزء من مواقفه الفكرية والسياسة أيضا. ولعل مجموعة قصصه
"انثيالات الحنين والأسى"، وروايته المهمة "المسكوبية"،
اللتين صدرتا عن مركز أوغاريت الثقافي في
رام الله (2004، 2010 على التوالي)، سبق أن كرّستا لديه هذا التوجه.
أسامة العيسة
واحد من جيل الكتاب الفلسطينيين الجديد، الذي يحمل بكل جدارة مسؤولية التحول في
واقع الرواية الفلسطينية، خصوصا تحت الاحتلال، وهو بكل ما يمثل، بالنسبة لهذا
الجيل، أهل لهذا الفوز.
وأكد الشاعر
مراد السوداني الأمين العام للاتحاد العام الكتاب والأدباء الفلسطينيين أن فوز
العيسة يشكل نقطة ضوء وسيعة بما يليق بالثقافة الفلسطينية. التي هي جزء من الثقافة
العربية صعدا نحو الثقافة الكونية. وأكد السوداني في اتصال هاتفي مهنئا العيسة أن
هذا الفوز يشكل انتصارا للرواية الفلسطينية في هذه اللحظة التي تواصل فلسطين
معركتها مع النقيض الاحتلالي وفي صلبها المعركة الثقافية.
**
الملصق: هدية
من الباحث مأمون شحادة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق