كلمة رئيس
ملتقى رواق المهد الثقافي في حفل تكريم الكاتب أسامة العيسة
الاخوة والاخوات الحضور.. أيها الاحبة ... السلام عليكم ورحمة
الله وبركاته
لا يمكننا في
مستهل حفلنا هذا ونحن في رحاب الادب والابداع إلا ان
نحني اكبارا واجلالا لروح الشاعر الخالد عبد الرحمن الابنودي شاعر مصر
وشاعر العروبة الشاعر المنتمي للفلاح المصري باصالته.. شاعر أغنية (عدا
النهار) وشاعر قصيدة القدس، وقصيدة الحارة الفلسطينية وقصيدة يعيش جمال عبد
الناصر لروحه الرحمة ولذكراه الخلود.
أُعيد الترحاب بكم ثانية وأهلا
وسهلا بكم جميعا في هذا الحفل الكبير الذي تحتفي به بيت لحم بجائزة الشيخ زايد الاولى للأدب،
التي حازت عليها فلسطين القضية، فلسطين
التاريخ وفلسطين المعاناة والنضال، فيحقق ابنها البار ابنها الصبور المثابر
المثقف الممتلئ، هذا السبق الكبير الذي جاء نصرًا للغلابا
والفقراء والمهمشين، جاء نصرا للحج
محيسن والعم ابو صبحي في قبورهم وجميله أحمد يونس ودلال الشيخ عوده وذلك
الجيل الذي أرادت قوى الشر له ان ينسحق
ويتبدد مع الأيّام دونما لفتة صغيرة من أخلاق وإنسانيه...هذا
السبق الكبير الذي ينتصر فيه أسامة العيسة
ابن اللجوء القاسي والمخيم المكافح على
مزيفي التاريخ في المعركة
الثقافية المحتدمة، ويقف ندا وطودا
شامخا حاملا الحقيقة وهموم الناس
وأوجاعهم
..أسامة الذي يسلط
كل الضوء بهذه البراعة
الفذة إلى مسألة تبدل القيم والمفاهيم
واتساع رقعة الجنون التي عمت
وطمت،.... جنون المكان والانسان، جنون الحروب القذرة التي تهتك وتدمر كل شئ، وجنون الفرق الدينية التي لا سماء
ولا روح لها، جنون الساسة والاباطرة الذين يقبعون
خلف الفتن... وجنون المفاوضات
غير المنتهية، جنون التقاليد والعشائر
المتأصلة والفصائل المتكلسة، جنون الرأس مال والاقتصاد وأسعار الأراضي والسلع،
وجنون وسائل الإعلام ونشرات الأخبار اليومية، وأخيرا جنون الشعب الذي لم ينطلي
عليه جنون المرحلة ولا جنون المجانين.
وجميل في هذه
الرواية الشهرزادية الفائزة على عشرات جهابذة الكتابة أن نتعرف ثانية من خلالها على التاريخ، تاريخنا، والأمكنة، أمكنتنا التي نتحرك فيها من بيت لحم إلى القدس فيافا وحيفا ، إلى جبل أنطون أو كما يسميه البعض جبل ظاهر إلى مستشفى الامراض العقلية "دير
المجانين"، وإلى الدهيشة موقعا ومن ثم
مخيما منذ إبراهيم
باشا الذي فرض على الأهالي ضريبة الرأس، إلى فترات سليمان جاسر وكرمه
الحاتمي وحتى دخول الاطماع الصهيونية
ونهمها لسرقة الأراضي ومن ثم شنها حربها المجنونة التي أبادت فيها شعبا واعدا
بطريقة مجرمة وغير معقولة وشردته إلى الجنون الهستيري المستمر في مخيمات الشتات من
تل الزعتر إلى مخيم الرشيديه، فإلى صبرا
وشاتيلا وإلى مخيمات الرويشد واليرموك.
وجميل ان
يقتنص أسامة العيسة هذه الجائزة دون ان يحتسب على جهة كما يقول،
فهو الذي يملك قلمه فقط خارج المنظومة
الاجتماعية العشائرية والفصائلية المنغلقة، فيقولون عنه بأنه ظل بعيدا عن الشللية والصالونات الملوثة بالمجاملات وهو
الذي بدأ ابداعاته بكتابة رسائل الحب له ولأصدقائه، وكتابة مواضيع الانشاء التي
استوقفت الاستاذ عيسى العزة ثاقب النظر فأعاد قراءتها لطلاب صفه والمدرسة، وانتقل
أسامة لمهمة أكبر كانت تنتظره في كتابة الشعارات وهتافات المظاهرات والمناشير والبيانات السرية في عالم
جمال الشيخ وأحمد محيسن، إلى أن حلق بنا جميعا من فوز إلى فوز حتى هذه الجائزة
الكبيرة التي نأمل ان تفتح له الأبواب مشرعة إلى جائزة نوبل .... فقد قال النقاد
والكتاب عن الرواية بأنها شكلت
نقطة فارقة في تاريخ
الرواية العربية وهي الرواية التي مزجت الأساليب المختلفة في الكتابة وتمردت
على القوالب التقليدية ..لا سيما وانها استندت إلى قراءات هائلة غاص فيها الكاتب
في كتب التاريخ في أزمان عدة فاستخرج منها
تلك السيرة الجميلة لعجيل المقدسي عميد
مجانين فلسطين، الذي يخاطب الكاتب قائلا: أنا هو عجيل وأنا من تحكم في روح روايتك.
وقد صاغ
الكاتب ببراعة إلى جانب عجيل الغابر رمزا
أدبيا عصريا ليمثل هذه المرحلة بكل ما فيها من تناقض وغرابة وهو سطحار الدهيشي، وهو الذي نحت اسمه الكاتب
أسامة العيسة مما قاله النيسابوري: من
عرف الله
سار ومن سار طار ومن طار حار،
فخرج منها السطحار
كما المتشائل لدى إميل حبيبي منحوتا من
سعيد ابو النحس المتفائل المتشائم، ولكل من هذه الأسماء مرحلته.
نبارك لشعبنا
الفلسطيني هذا التفوق
وهذه الجائزة ونحن
في رواق المهد الثقافي يشرفنا القيام على هذا الحفل
التكريمي مرحبين بكل
المثقفين للقاء معنا والعمل
المشترك لنهضة الثقافة والفنون
بروح جماعية في هذه المحافظة
نبارك بأسمكم
جميعا للأديب الكبير أسامة
العيسة هذا الفوز ونتمنى له دوام
التقدم والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق