أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

بلاد اللوف..!!






يقلد المهزوم المنتصر، هكذا يقول منظرو الحقب الاستعمارية. في فلسطين، على الأقل يغبط المهزومون، الفاشيين الغزاة، في مقارنات لا تنتهي بيننا وبينهم. من علبة الحمص، إلى النخب السياسية.
ولكن أحيانا يحاول الغزاة، الاستحواذ على مرويات المهزومين. إنهم يريدون كل شيء، في قريتنا زكريا، التي يعتبر اللوف وجبتها القومية، أصبح للغزاة من اليهود الأكراد الذين قطنوا في أراضينا، عشقا للوف لا يقاوم، تتفنن نساؤهم بترتيبه في حبال وتنشيفه. وطبخه. وأضفوا عليه صفات طبية عديدة وعجيبة.
ال...روائي عاموس عوز عاش في كيبوتس بالقرب من قرية (خلدة) وسمى منطقة الهضاب المنخفضة (بلاد بنات آوى). ولكن المستعمرين الغزاة يعتبرونها، مثل أجدادنا (بلاد اللوف)
مسجد القرية لم يُهدم. ثمة اسطورة تتحدث عن محاولات متكررة لهدمه، ولكن القدرة الالهية تتدخل لشل البلدوزرات. كل بلدوزر يستعرض قوته، وينطلق ولدى اقترابه من جدار المسجد يتوقف. الصديق محمد شحادة قرأ قبل استشهاده وخلال مطاردته الطويلة، هذه الأسطورة في قصة لي، وعندما التقينا قال ساخرا: لوّ ان البلدوزرات قررت هدم الكعبة لنجحت..ما هو سرّ مسجد زكريا؟!
الغريب ان هذه الأسطورة لا يرددها بعض أهالي القرية الذين اضحوا لاجئين مشتتين في مختلف دول العالم فقط، لكن بعض الغزاة من مؤمنيهم أوّ دراويشهم. نعم للغزاة أيضا، مثلنا، دراويش وبهاليل..الخ.
صديقي مصطفى، الذي عمل قبل سنوات، ولعدة سنوات، في مصنع للدجاج في قريتنا المحتلة. روى لي بان المسؤول اليهودي، طلب منه تشغيل ثلاثة من الفتية اليهود، نظر إليهم مصطفى فأدرك انهم من أصحاب الاعاقات العقلية، فتساءل: في ماذا سأشغلهم؟ قال له المسؤول اليهودي: دبرهم في أي عمل.
بعد أيام لم يفلح الفتية في أي شيء، إلا في اثارة سخرية العمال منهم، فتم الاستغناء عنهم.
المسؤول اليهودي قال لمصطفى الذي ذكر لي هذه الحادثة يوم الجمعة، ونحن في جبال جنوب القدس نجمع اللوف، الذي لا يحظى باهتمام أهل الجبل:
-والد هؤلاء كان يتحدى الله، ويُدخل الخيل إلى مسجد زكريا، ولان الله لا يرجم الناس بالحجارة، انتقم منه في أولاده المهابيل..!
في الحقبة الصليبية، مَن مكث مِن الصليبيين في بلادنا عِقد أو عِقدين يصبح شرقيا، ويميز نفسه عن اولئك الذين يأتون من خلف البحار، الذين إذا استوطنوا البلاد أصبحوا أيضا شرقيين بعادات تختلف عن تلك التي تركوها خلفهم.
ولكن المعضلة التي واجهت أوائل المستوطنين، تتعلق بنسائهم، فُتنت الصليبيات المقيمات هنا بالصليبيين الآتين من خلف البحار، مما يحيل على مثل فلسطيني أقرب مثل له بالفصحى (زمّار الحي لا يطرب)
بالنسبة للغزاة الجدد، يبدو ان الأمور انعكست، انهم يخشون على نسائهم من الشبان العرب..!
ويل للغزاة من مرويات المهزومين..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق