لفت انتباهي
على غلاف العدد الجديد من مجلة (دبي الثقافية)، هذا العنوان الشعبوي الفاقع (جبل
جرزيم شاهد على اكذوبة اليهود)، ويبدو ان المجلة الثقافية أرادت مخاطبة فئة معينة
من القراء، تعوّدت على تلقي الأحكام جاهزة من وسائل الإعلام. ولا يحتاج ذلك إلى أدنى
إعمال للعقل.
تساءلت لوّ ان
وسيلة إعلام إسرائيلية أو عالمية كتبت مثلا: "جبل الهيكل شاهد على اكذوبة
المسلمين" أو اتهمت المسلمين و
المسيحيين بالكذب، لأصاب العالم العربي حالة من العصاب، كتلك التي شاهدناها مثلا
فيما يتعلق بسليمان رشدي، أو الرسوم المسيئة الدانماركية (وغيرها)، أو روية وليمة
لاعشاب البحر.
دبي الثقافية،
مجلة تكتب فيها أسماء كبيرة مثل أدونيس، واحمد عبد المعطي حجازي، ونبيل سليمان،
ولكن يبدو ان ما يكتبونه للمجلة، يتم في فترة الدقائق الخمس، قبل الخلود إلى
النوم. بالطبع هذا ليس حكما ولكنه انطباع بعد قراءة عدة اعداد من المجلة.
في الواقع ان
الارث "المعرفي" اليهودي-المسيحي-الاسلامي عن القدس وفلسطين واحد. وهو بالتأكيد،
يحتاج إلى إعادة بناء من جديد، على ضوء المكتشفات في علم الاثار. ومن الجيد انه
لدى الفلسطينيين، نزوع لاعادة اكتشاف الذات، على ضوء مفاهيم الوطنية والقومية، ومن
الجيد أيضا، وجود تيار مستقل يكتسب الاحترام من علماء الآثار داخل إسرائيل، يعيد
النظر في ذلك الارث المعرفي. وتتلقفه وسائل الإعلام العربية على علاته ودون تمحيص،
أو استخلاص رؤية مستقلة.
وسائل الإعلام
الاسرائيلية، أو بعضها يكذب قليلا، أما وسائل الإعلام العربية، فتكذب كثيرا وكثيرا
وكثيرا. لكن بلاش، خصوصا فيما يتعلق بمجلة ثقافية الزج باسم فلسطين وتاريخها.
إذا كنا فشلنا
في السياسة، فعلى الأقل، نحاول، ان ننجح نسبيا في الثقافة..!! بعيدا عن استخدام
وسائل السياسيين الشعبوية..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق