أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 28 ديسمبر 2014

ربيع البطريرك الدائم..!


 

مكث خليل قزاقيا، في دير سانت كاترين بسيناء عشرة اعوام، منقبا وباحثا، ليخرج لنا بكتاب عن تاريخ الكنيسة الارثوذكسية، طبعه في مطبعة المقتطف والمقطم القاهرية عام 1924م.

قزاقيا كان ناشطا من أجل القضة العربية الارثوذكسية في مواجهة الاحتلال اليوناني، ولم يكن كتابه المرجع، إلا سلاحا داعما لهذه القضية العادلة.

في زمن الانتداب البريطاني، اتخذت القضية الارثوذكسية دفعة مهمة باعتبارها قضية وطنية، ولكنها، لم تكلل، للأسف بالنجاح. خليل السكاكيني، توصل الى قناعة باستحالة التغيير.

مع تأسيس السلطة الفلسطينية، توفرت فرصة مهمة، وطال انتظارها، لتحقيق النصر وتعريب الكنيسة، إلا ان ذلك لم يحدث (تطرقت لذلك في روايتي مجانين بيت لحم)، وهو ما يعتبر ليس فقط اخفاقا لقوى منظمة التحرير التي اقامت السلطة، وإنما نهجا لأسلوب التعامل مع قضايانا كافة.

الان يوجد تحرك ضد البطريرك، وهذا ليس غريبا، فمثل هذه التحركات تحدث بشكل دوري، اعتقد لنجاح هذا التحرك يتوجب توفر ما يلي:

*اعتبار القضية الارثوذكسية، قضية وطنية، وهي كذلك بالفعل، يمكن تحقيق النصر فيها، مع كل ما يعني ذلك من متطلبات. وعدم القبول باقل من تعريب الكنيسة. واية حلول اخرى لن تعني غير اطالة عمر القضية.

*المطلوب ليس فقط الموقف الواضح من السلطتين الفلسطينية والأردنية، وإنما قرارات حاسمة.

*إذا لم تحدد الحكومة اليونانية، موقفها الداعم للمطالب الفلسطينية المشروعة، يتم التعامل معها، شعبيا ورسميا ودبلوماسيا، وفقا لموقفها. فالمسالة تتعلق بالأرض التي تتسرب إلى الإسرائيليين.

*عدم امساك العصا من المنتصف (وهذه اهم نقطة) أي وضع رِجل في الجنة وأخرى في النار، ومواصلة النضال، الذي يحتاج الى تضحيات، إلى النهاية، وعدم التوقف لأي سبب كما يحدث دائما.

بغير ذلك، كما أعتقد، فان ما يحدث لن يكون سوى زوبعة في فنجان، سيضحك عليها البطريرك المتنعم في ربيعه الذي لا ينتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق