استعرض الفتى
حذيفة من مخيم الدهيشة، مهاراته في الرقص، مع إحدى الشابات الأجنبيات، خلال احدى
حلقات الرقص العفوية في ساحة المهد مساء أمس الأحد، التي انتظمت على أنغام فرقة
"La
Notte Della Taranta" الايطالية، التي قدمت عرضها على مسرح
الساحة.
انضم لحذيفة
آخرون من الفلسطينيين والأجانب، في مشهد يُذكّر بما كانت تشهده الساحة في مواسم
أعياد الميلاد في سبعينيات وحتى منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عندما كانت الملامح
المدنية هي المخيمة على أجواء المدينة.
وعلى صوت
الأنغام الايطالية الصاخبة، وحلقات الرقص الجماعية والفردية، انهمك آخرون بالتسوق
من بضعة اكشاك وضعت في الساحة، ضمن نشاط يعرف بسوق الميلاد، يستمر ثلاثة أيام.
ولكن ما شهدته
ساحة المهد مساء السبت، كان مفاجئا، حضور كثيف لمناسبة الاحتفال بإضاءة شجرة
الميلاد. وهو ما لم تشهده الساحة في مثل هذه المناسبة في السنوات السابقة.
تدفق مواطنون
على الساحة من مختلف مناطق فلسطين الانتدابية، وانتشروا حولها، وهو عادة ما كانت
تشهده الساحة في ليالي أعياد الميلاد، في سنوات سابقة، والتي تضاءلت خلال السنوات
الماضية، بشكل ملحوظ.
هذا الحضور
الكبير لفعاليات الميلاد المبكرة، تحت عنوان (العدالة) يجري في ظل حصار المدينة،
وفصلها، لأول مرة في تاريخها الممتد عن توأمها مدينة القدس، فبيت لحم هي موطن
الميلاد والقدس موطن القيامة، وتداخلت أراضي المدينتين، وسكانهما، بشكل وثيق، ولكن
النكبة الفلسطينية شكلت ضربة أولى وقوية، لمشاريع دمجهما في مدينة واحدة، والان تم
عزلها، بينما تمددت القدس الكبرى بالمفهوم الإسرائيلي حولها وخلفها، وحاصرتها من
جميع الجهات. وجعلتها مجرد غيتو صغير.
في بداية
الاحتلال عام 1967م، اقتطع الاحتلال 7 الاف دونم من اراضي بيت لحم، وبيت جالا،
وبيت ساحور والحقها بحدود بلدية القدس الاحتلالية، واستمرت المصادرة، حتى لم يبق
للمدينة الان سوى 13% من مساحتها كما تقول رئيسة البلدية فيرا بابون بألم.
وتضيف:
"مطلوب منا العيش في هذه المساحة، والتطوير فيها، ان هذا ظلم كبير، نصلي هنا
في بيت لحم حتى ينتهي".
نائب رئيسة
البلدية عصام جحا، يقول، بان المدينة ستشهد هذا العام فعاليات دينية، وثقافية،
ونشاطات مجتمعية، وعروضا ترفيهية للأطفال، ما كانت لتتم دون التبرعات التي قدمتها
عدة جهات.
شركة
المقاولين، من خلال مؤسسة تطوير بيت لحم قدمت 120 ألف دولار لساحة المهد، التي
أبدى سعيد خوري، رئيس الشركة الراحل الاهتمام بها، وتعهد قبل نحو عامين، بجعل بيت
لحم درة الشرق الأوسط.
اليو اس ايد،
قدمت 70 الف دولار، بالإضافة، كما يقول جحا، الى حملة اعلامية ستنفذها في أوساط
الفلسطينيين في الاراضي المحتلة عام 1948، من أجل تشجيع قدومهم لبيت لحم.
وقدمت السلطة
الوطنية من خلال الرئيس محمود عباس 50 ألف دولار، اضافة الى تبرعات اخرى من شركة
الاتصالات، وبنك فلسطين، وشركة كهرباء القدس، أما قصر المؤتمرات فاستضاف عشاءً
حضرته شخصيات رسمية ومحلية، بعد إضاءة شجرة الميلاد كلف 15 ألف دولار.
يوسف سند،
مناضل معتق أمضى 15 عاما في سجون الاحتلال، وهو من الوجوه المألوفة في ساحة المهد،
يحضر اليها بشكل يومي تقريبا، عبر عن سعادته للأجواء المرحة في الساحة قائلا:
"اجواء لا يمكن وصف روعتها، افتقدتها بيت لحم منذ زمن، شعبنا يريد اقتناص
نوافذ للحياة في مواجهة الاحتلال الذي يخنق المدينة".
أعلنت الفرقة
الايطالية، انتهاء برنامجها، ولكنها قدمت هدية للمتحمسين في الساحة، اغنية، يمكن
الرقص عليها بسهولة، كما قال احد افراد الفرقة، وهو ما كان ينتظره حذيفة وغيره من
فتية الساحة المحليين، والشقراوات الوافدات، لاستئناف الرقص، وبعد ان صمتت
الموسيقى، لم يصمت الراقصون والراقصات، اكملوا حديثا مرحا ارادوه ألا ينتهي،
يريدون اقتناص أكبر قدر من الفرح، في مدينة يبطش بها الحصار.
فيديو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق