أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

أميركا اعتقلت. وإسرائيل استلمت


من رواية المسكوبية:

انتبهت فجأة إلى رجل طويل القامة يرتدي ملابس السجن البرتقالية، دون باقي السجناء، ويتحرّك كثيرا، ولا يكفّ عن التدخين، وينظر حوله وكأنه يبحث عن أحد. التقت نظراتنا فجأة. عرف كلانا أنه يبحث عن الآخر في هذا الجو الغريب. تقدّم نحوي. أدرك من هيئتي وقذارة مظهري أنني آتٍ من هناك. أجلسني على حافة سرير وضع عليه أغراضه، وقدّم لي نفسه: كمال جَمّاعين، من قادة حركة فتح الشباب في السجون، اعتقل قبل عدة أعوام، وحكم عليه برزمة مؤبدات، وهو محتجز الآن في سجن نفحة الصحراوي في النقب، الذي يضمّ أصحاب الأحكام العالية من المعتقلين الفلسطينيين. أخبرني أنه نقل من سجن نفحة تمهيدا لنقله إلى المحكمة العسكرية في تل أبيب، لِيُقَدِم شهادته في قضية أمجد أبو جبين.

كانت شهرة أمجد أبو جبين في تلك الفترة، وقبلها بسنوات، تجاوزت فلسطين إلى الإقليم وإلى العالم. كان أحد أعضاء الخلية التي قادها كمال جَمّاعين، والتي نفذت عدة عمليات فدائية. وسافر أبو جبين، الذي يحمل الجنسية الأميركية إلى بلاد العم سام، وعندما ألقي القبض على الخلية، أخبرني كمال أنه تم تحميل أمجد، البعيد في أميركا، كثيرا من التهم، في اعترافات أفرادها، لأنه بعيد، ولن يطوله الأذى. ولكن أميركا اعتقلته وزجّت به في أحد سجونها. ولم يكن أحد يتوقع تطورات القضية لاحقا، عندما تقدمت إسرائيل بطلب لأميركا لتسلم أبو جبين، الذي أصبح موضوعا مفضلا لوسائل الإعلام طوال سنوات النظر في قضيته، حتى تم تسليمه أخيرا، ووصل إلى معتقل المسكوبية، وانتهى التحقيق معه قبل دخولي إلى تلك الزنازين بفترة قصيرة جدا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق