"السادات، كنت أقرأ خطابه. انه يتكلم عن
الأرض، كأنها ماله الخاص يتصرف بها كما يحلو له!".
هكذا أجابت
رضوى عاشور، مَن سألها، وهي تقرأ صحيفة مصرية خلال دراستها للدكتوراه في أميركا.
تبدو الان، وكأنها امرأة من زمن اخر. أدت خيانة السادات اللاحقة، إلى وضع سيحتاج
من ينتمي إلى زمن رضوى، لعدة حيوات أخرى لكي يفهم، وقد لا يفهم، المألات اللاحقة.
حركة تحرر
وطني تعترف بالعدو حتى قبل تحرير شبر واحد من أرضها المحتلة (منظمة التحرير)،
وحركة مقاومة قاتلت لكي تدير سجنا (حماس)، ومقاومة تورطت في نزاع داخلي ودعمت نظام
فاشي (حزب الله).
(الرحلة: أيام طالبة مصرية في أمريكا) كتاب رضوى عاشور الأوّل، صدر عن دار الآداب
البيروتية 1983، وبعد نحو عقد من صدوره ذكرت في شهادة عن تجربتها الأدبية: "كنت
أرغب في تقديم شهادة على رحلتي الأميركية تختلف وتتواصل مع مجموعة من النصوص التي
كتبها ادباء مصريون ذهبوا إلى الغرب طلبا للعلم، وسجلوا في الغالب الاعم انبهارهم بالأنوار
الامبريالية. كانت تجربتي امتدادا لتجاربهم وتختلف لأنني ذهبت بتشكك وخوف ومرارة
من الآخر الامبريالي. كنت أنتمي لجيل مختلف ولي موقف ايديولوجي مغاير، ثم انني امرأة:
كانت العين التي ترى، والوعي الذي يصنف مفردات التجربة وينظمها يفرضان ضرورات
تخصهما".
رد فعل سيد قطب على تجربته الاميركية (الصدمة والرعب والتحليل-إن جاز
التعبير) وعلي شلش الذي كتب تجربة ممتعة (التصالح-إن جاز التعبير أيضا)، أمّا الفلسطيني
بسام الكعبي (الرفض القاطع الساطع).
ما لم يُكتب، أو لم اضطلع عليه، تجارب من رفعوا الصوت عاليا، عاليا جدا ضد
أميركا، ثم انتقلوا بعد سقوط الممول السوفيتي، إلى الممول الأميركي..! ما السبب يا
ترى؟ أم ان تجارب الاسترزاق لا تُكتب؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق