لا يوجد غاز أو
فاتح لفلسطين، جيد وآخر سيء. جميعهم استخدموا الدين تبريرا للسيطرة على البلد
الصغير الضعيف. وسيوفهم جميعا عملت في رقاب الفلسطينيين المساكين. للحفاظ على نمط
الانتاج الاقطاعي. المسوح الاثرية التي أُجريت في بعض المناطق توفر لنا معلومات في
غاية الاهمية، حتى عن مقدار المساحات المزروعة في بعض القرى والاقطاعيات، في مراحل
مختلفة.
بشكل يشبه
المعجزات، حافظ فلاحو فلسطين على نسغ الهوية الفلسطينية، بعكس العمال مثلا، الذين
ملاوا الدنيا ضجيجا، خلال القرن العشرين، على ثوريتهم التي لا تضاهى واتهامهم للفلاحين
بانهم أقل ثورية، ولكن في اول مفرق، كانوا على استعداد لان يبيعوا كل شيء، لفاتحين
جديد.
أولاد
الفلاحين الذين تمكنوا من فك الحرف، لم يكتبوا تاريخ الآباء. حبّروا مئات الكتب عن
تاريخ الغزاة والفاتحين وكأنه تاريخ فلسطين. في هذا الربيع المدهش الذي تشهده
فلسطين. حيث نبتت الشجيرات التي كنا ننتظرها في شهر آذار. اتذكر تقويم السنة
الزراعية الذي حافظ عليه فلاحو فلسطين رغم ما عصف بالبلاد منذ قرون، والذي نظموه
في أكثر من اهزوجة، منها:
من العيد
للعنصرة/خمسين يوم مقدرة
من العنصرة
للمنطرة/خمسين يوم مقدرة
من المنطرة
للمعصرة/خمسين يوم مقدرة
من المعصرة
لعيد لد/ خمسين يوم مقدرة
من عيد لد
لميلادة/خمسين يوم مقدرة
من الميلادة
للصيام/خمسين يوم مقدرة
من الصيام
للعيد/خمسين يوم مقدرة
هل ما نشهده
من ربيع مبكر، فاجأ الفلاحين الذين حسبوها منذ زمن؟. زمنهم مرير وبطيء. وأيامهم كلها
مُقدرة..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق