حتَّى بالنسبة لإمبراطور
للعالم، لم يسبقه أحد في أبرطته، وإن خلى وجهه من لحية الأباطرة، احتاج لخدمة من
مواطننا، الذي دبَّ على أرضنا قبل ألفي عام.
حجز إمبراطور العالم،
كنيسة المهد منذ الصباح، منع الحجاج ليس فقط من دخولها، أو المرور قربها، ولكن
الوجود في الطرق المؤدية إليها. قرارات الأباطرة، دين، لا يخرق.
بدا الإمبراطور، سمحًا؛
يمكن أن يمازح حشدًا صغيرًا مغربلًا من المسؤولين السياسيِّين والدينيِّين، وافق
أمنه على وجودهم، فاستعدوا جيدًا لاستقباله، وما أن انتهت الزيارة، حتَّى تسابقت
صفحاتهم الإعلامية، على نشر الصور التي يظهرون فيها في ظل الإمبراطور.
عندما انتحى الإمبراطور،
لصلاة خاصة له وحده، في كنيسة قديسة من بلادنا، هي كاترينا، أظهر من جيبه ذخيرة
تخصه، أو تخص ما يخصه، لتتحوَّل ذخيرة مقدَّسة، ببركة مواطننا المصلوب. ذخيرته
الشخصيَّة من زيارة إقليم الأرض المقدَّسة، قد تكون أهم ما سيذكره لأبناء الأحفاد،
عندما يجلس في خريفه.
لم يتمكَّن أحمد، وهو
يصوِّر صلاة الإمبراطور، من معرفة نوع ذخيرته. في الليلة السابقة تسرمحنا 11 كيلو
في شوارع القدس، وأصرَّ أحمد على إكمالها لدزينة مشي، استعدادًا لمثوله الصباحي، في
صلاة الإمبراطور الخاصَّة.
سيحترم رهبان أبو
حبلة البشوشين، عندما يرغبون بذلك، صلاة الإمبراطور الخاصَّة، وهم لهم تجربة طويلة
مع أباطرة الشرق والغرب، ساسوها بالجِدّ، والدبلوماسية، فقبلوا بدور المراقبين، أو
كومبارس لصلاة فخامته.
منذ أن قرَّر
إمبراطور قديم، سوس رعايا إمبراطوريته، وفرض نسخته من الدين الجديد، دينًا وحيدًا،
كتب أربعة فقط، قبل الأباطرة، بأن ما لهم، سيظلّ لهم، وسيشاركون، رعاياهم، بما لدى
الرَّب.
أرسل قسطنطين،
والدته، لتبني الكنيسة، على أطلال معبد أدونيس، ليتشارك الأباطرة، الرعايا، في
تقديم القرابين.
الرأسماليون،
والشيوعيون، احتاجوا، خدمات مواطننا، الذي ظهر مواطنًا، له نسب من بيننا أم
معروفة، وخالة وابن خالة، ورفاق صيَّادين، ثم سيدًا أدونًا، نبيًا، وفاديًا، وأخيرًا
ربًا وملكًا.
شافيز، مقارع
إمبراطور البيت الأبيض، أراد أن يرث مُلكًا ثوريًا أبديًا، فأرسل، وهو يعد شهوره
الأخيرة، ليصلى له في موقع ميلاد مواطننا، لعل وعسى، ولكنَّه خُذل. لمواطننا تدابيره،
الَّتي لا نعرف أسبابها. قد يطيل أعمار الأباطرة الرأسماليين، ويقصِّر أعمار
رصفائهم الشيوعيِّين، لسببٍ لن نعرفه. في الحالات كلها، مِن سعد الأباطرة، أنَّ
لهم من يعبدهم من الرعايا.
أخذ الغربيون، أفضل
منتج من شرقنا، وتبنوه دينًا، وكيفوه ليلائمهم، وطوروه، وقيدونا سجناءً، نحمل
مفاتيح سجوننا، للفقهاء واللاهوتيين، وعلماء الكلام، وجوقات محلية، تعزف ألحان
الخلود، لأباطرة، يطمعون في رضا السماوات، بعد أن امتلكوا رضا الأرض.
قيل أنَّ قسطنطين،
الذي أنقذ بقراره، الأديان الإبراهيمية، وجعلها تسود، لم يصبح ديِّنا رسميَّا، إلَّا
على فراش الموت، عندما تعمَّد.
يتعمَّد البشر،
بالماء، والدم، والخمر، والدموع، والكذب!
الصورة: أحمد مزهر
#جو_بايدن
#أحمد_مزهر
#كنيسة_المهد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق