خيري الذهبي (1946-2022)
قرأت لخيري الذهبي،
الروائي الذي رحل قبل يومين كتابه: من دمشق إلى حيفا؛ 100 يوم في إسرائيل. يروي
فيه تجربة أسره لدى الاحتلال، بعد نكسة ووكسة 1967، حيث كان مجندًا سوريًا؛ ضابط
ارتباط مع القوَّات الدوليَّة.
يحلِّق الكتاب في فضاءات
عدة أمكنة، من دمشق، ومدن سورية أخرى، والمشهد الجولاني البديع، وأمكنة فلسطينية،
ويتحسّس اللقاء المباشر مع العدوّ، الذي اكتشف أنَّه يعرف عن الكاتب الكثير.
هل بالغ الذهبي، وترك
لهواه المعارض، التحكُّم في رؤيته لواقع، بأثر رجعي؟
سيلاحظ القارئ، تأخر
الذهبي، في الكتابة عن تجربة مهمة، وقد تكون حاسمة في حياته، والسؤال، لو أن
الذهبي كتب مبكرًا، أو ليس بعد معارضته للنظام الأسدي، هل كانت ستختلف الكتابة؟
يشعر القارئ، أن هناك حمولة ما للوقائع، برسم البركان السوري، ووطأة جرائم النظام
الممانع، ولكن الذهبي، تمكَّن من تخفيف الحمولة، إلى حد أدنى.
تظهر في اليوميَّات
شخصيَّة مثل الشيخ الجعبري، الذي استقدمه الاحتلال ليعظ الأسرى عن الجنوح للسلم،
وكذلك المطران كبوتشي، ولكن الأسرى، قدروا موقف كبوتشي، بعكس الجعبري.
يؤمن الذهبي: "الطغاة
المعاصرون حمقى لم يقرأوا التاريخ أبداً.. والمعارضة التقليدية فشلت في تمثيل
الشعب السوري".
يليق هذا بكاتب شغف
بتاريخ منطقة وشعوب، دخلت في مرحلة انغلاق تاريخي.
في الواقع:
"الطغاة المعاصرون والسابقون" حمقى ونوكيون، والمعارضات كلّها، فشلت في
تمثيل شعوب المنطقة.
كُتَّاب هذه المنطقة،
سيعيشون دائمًا حيرتهم، ليس فقط إزاء الطغاة، ولكن أيضًا تجاه شعوبهم.
#خيري_الذهبي
#أسامة_العيسة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق