المؤثر، بالنسبة لي،
في مذكرات أبو ماهر اليماني (1924-2011م)، هو الجزء الأوَّل، الذي يسرد فيها سيرة
الطفل القروي الفقير، من سحماتا، وتنقله من مدرسة، إلى أخرى، في ظروف قاسية حتى
الكفاف، ووصوله إلى الكلية العربية في القدس.
المؤثر تحديدًا، هو
موقف أناس، مفرودي الأيدي، ومفتوحي القلوب، مدّوا أيديهم، وفتحوا قلوبهم، للفتى،
ليتكوَّن إرهاصًا لما سيصبح عليه المناضل أبو ماهر اليماني، الذي عليه إجماع،
كضمير ثورة-حسب تعبير رفيقه جورج حبش.
قد تكون هناك
إشكاليات في الإجماعات هذه، والترميزات كضمير الثورة، وحكيم الثورة، وختيار
الثورة، والمناضل الكبير، وأمير الشهداء، وزعماء بحجم الأوطان، بل هي إشكالية أصلًا،
ولكنَّها تناسب رؤية الجماعة الوطنية، شرقية المنبت والنزوع، لنفسها، وتعوض إخفاقاتها
التي، وإن أقرت بها، تجد صعوبة في النفاذ من شرنقتها.
اليماني، صنيعة ناس،
قدروا ظرفهم التاريخي، ووعوه، عاش للنّاس. قليلون من صنيعة النّاس، يعيشون
للنَّاس.
يطفو على ذاكرتي، ما
نسب لماوتسي تونغ، يمكن أن يلقى رضًا من محبي الاقتباسات: "إذا كانت الظروف
تصنع الإنسان، فعلى الإنسان أن يصنع ظروفًا إنسانية".
إلى أي مدى ساهم
الزعيم الصيني، في صنع ظروف إنسانية؟ هذا سؤال للتاريخ، وللصينيين أنفسهم. أمَّا
اليماني، فإنَّه عاش تجربة نقابية ونضالية، انتهت بالهزيمة، ربما لان القيادة لم
تعش للَّناس الذين صنعوهم، ولا يكُّفون عن تكريس الرموز.
أين أسئلة التاريخ،
في التجربة الفلسطينية؟ أخشى أن لا تكون مذكرات اليماني، قد خدشتها، بما يجب.
#أبو_ماهر_اليماني
#جورج_حبش
#ماوتسي_تونغ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق