أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 18 يوليو 2022

الظلال في كل جانب!



لطالما بدا لي غالب شعث (1934-2022م)، شخصًا غامضًا، أو شهابًا انطفأ!

في عام 1975 تقريبًا، عرض في سينمات بيت لحم والقدس فيلم: الظلال في الجانب الآخر. كانت دور السينما في المدينتين تتناوب النسخة الوحيدة من الفيلم التي تصل الأرض المحتلة، خلال الربع ساعة، فترة الاستراحة بين الفيلمين.

لم يستمر عرض الفيلم أكثر من يومين أو ثلاثة. الرقابة العسكريَّة الاحتلالية أوقفته. لم أكن أعلم أنَّ الفيلم واجه أيضًا رقابة في مصر، حيث أُنتج بالشراكة بين جماعة السينما الجديدة ومؤسسة السينما، لما فيه من نفحات عن المقاومة، والقضية الفلسطينيَّة. أنتج الفيلم في مصر قبل أن تظهر بشكل واضح توجهات النظام التي اتضحت لاحقًا بخيانة السادات. رصدها شعث نفسه في مذكراته التي صدرت متأخرة.

تعامل شعث في فيلمه الروائي الطويل، مع نجوم في السينما العربيَّة، كمحمود ياسين، ونجلاء فتحي. لم أسمع عنه كثيرًا بعد فيلمه الذي حضرته في سينما بيت لحم، وكنت أسال، لاحقًا، عن المخرج الذي قدَّم بيضة ديكه مبكرًا، واختفى.

في مذكراته، أو أوراقه التي صدرت في القدس التي ولد فيها، بعنوان: من أوراق مهاجر، يتطرق لمحطات عديدة في حياته الفنية، كعمله في التلفزيون المصري، والسينما الفلسطينيَّة، لكن تجربة فيلم بقيمة الظلال في الجانب الآخر، لم تتكرر.

يبدو أن دائرة الإعلام الموحد التابعة لمنظمة التحرير التي عمل فيها شعث، لم تستفد منه كثيرًا!

لم أقرأ خبرًا، أو عرضًا لمذكراته. الصدفة هي التي قادتني إليها، في ركن منسي في مكتبة هامشية.

رحل شعث، وبيانات النعي تطفح بالكلام المجاني، مشيرة إلى خسارة الثقافة الفلسطينية برحيله. في الواقع، هذه الثقافة كانت خسرته مبكرًا، بتعطله عن الإنتاج والإبداع.

#غالب_شعث

#الظلام_في_الجانب_الآخر

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق