دخول يعقوب شاهين
المظفر إلى بيت لحم، حدث على أكتاف الجمهور، وهو بهذا أكثر حظًا، من مواطنه السيّد
المسيح الذي كان دخوله المظفر، بعد معاناة إلى القدس، على ظهر حمار (جحش ابن أتان)،
وهو أيضًا أكثر حظًا من رصيفه محمد عسّاف، الذي احتفل التلحميون بفوزه، بليلة تم
فيها تحطيم الكراسي، وأحداث فوضى في الشوارع، إلى درجة انني نجوت من حادث دهس محقق
بمركبة البرنس، الذي عبر عن فرحه بفوز الفلسطيني الأرب أيدل الأول بترقيص الترك
الخاص به.
والدليل على ان الحظ
حليف يعقوب الخلوق، أن تزاحم الكبار عليه عندما سلمته الأكتاف إلى المنصة، وكادت أن
تتهاوى، إلا انها صمدت بقوة إيمانه، وإلا لحدثت فضيحة، وربما مأساة، قد تتحدث عنها
الأجيال.
ولكن يعقوب ليس أكثر حظًا
من المليونير منيب المصري، الذي عبر عن فرحه بسعادة طفولية، حتى بعد نزول يعقوب المرهق
والكبار عن المنصة، فظل يغني ويرقص معتمرًا، مثل يعقوب الحطة السوداء، وربما أراد
الانتقام مما حدث قبل عدة أسابيع في الساحة، عندما دعا إلى اجتماع لعرض مبادرته
للصلح بين فتح وحماس في مركز السلام المجاور، فلم يحضر ولا مواطن واحد، وانتظر
الصحافيون، الذين تم دعوتهم للقائه، ولم يخيب الصحافيون الظن بهم، فبدلاً من ان
ينحازوا للجماهير التي يبدو ان لم ترغب بالسماع، أصروا على إسماعها غصبًا من خلال
وسائل الإعلام صوت السيد المصري، الذي قد يكون رأى في الجماهير التي أمامه، والتي
كانت ضحية برنامج شركات الاتصالات، وهو على المسرح، إعادة ثقة به، وبأنها قد تلبي أية
دعوة سياسية مقبلة، فاليوم فرح وغدا أمر.
الدول، والأحزاب،
خصوصا الأيديولوجية، اليمينية واليسارية، لا يمكن أن تترك الفرح، فرحًا محضًا،
فتحدده، وتسيطر عليه، وتقننه، باعتباره جزء من الأمن القومي، وقد لا تكتفي بعض الأحزاب
الحاكمة بذلك، ولن تتمكن رؤية نجم الفرح، إلا إذا كان عضوا فيها.
في نهاية يوم مرهق، أخذ
فيه سياسيون، وصحافيون، ورسميون، حصتهم من يعقوب المرهق، وضع رأسه، أخيرًا، على
المخدة، ونسي كل شيء، وهو يعلم بان برامج شركات الاتصال، قد تصنع نجومًا، ولكنها
لن تصنع فنانين، وأدرك مبكرًا طريقه..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق