يقدم
عاصم الخالدي في كتابه (ذكريات من باب السلسلة-الشروق 2013) نبذة عن عائلة
الخالدي، ومكانتها بين الأعيان في القدس، ودور بعض رجالاتها، وعلاقة بعضهم بريف
القدس كعرب السواحرة، وعائلة أبو غوش (وهو أمر يحتاج وقفة).
ويعرض
لدور بعضهم في ثورة 1936-1939م، وينتقد ظهور: "قيادات عشوائية للثوار ظهر
معها نعرات طائفة بين الفلاحين وأبناء المدن".
وبالنسبة
له فان مقاومًا مثل يوسف أبو درة، من رموز من طغوا، أما العرميط وأبو جلدة، وهما
في الذاكرة الشعبية من الأبطال، يعدهما من زعماء العصابات التي اشتهرت بقتل
اليهود، والانجليز، والعرب-حسب رأيه.
وفي
حين يسود الاعتقاد في الذاكرة الجمعية الفلسطينية، بان أفندية المدن خلعوا
الطرابيش، كي يضللوا المستعمرين الانجليز، ويحمون الثوار، فان الأمر بالنسبة لعاصم
الخالدي مختلف تماما: "في عام 1938 اضطر سكان المدن إلى ارتداء الكوفية
والعقال بدلا من الطربوش وذلك لتفادي نقمة القرويين الذين صاروا يعتدون على لابسي
الطرابيش، لان الطربوش كان لباس الرأس عند أهل المدن. كما فرض الحجاب على السيدات
المسلمات والمسيحيات على حد سواء".
وعلى
الأقل بالنسبة للحجاب، فان الفلاحات لم يكن محجبات، وكن يرتدت الزي التراثي
البديع، أما في المدن فارتدت النساء الزي الأسود الغريب مع النقاب ليس فرضا من
الفلاحين (تبدو المسالة مضحكة)، ولكنه موروث من فترة الاحتلال العثماني الذي شكل
دفيئة للأعيان والأفندية والأغوات.
وسنجد
في أواخر الأربعينات أفتديا متنورا كعارف العارف يكاد يهتف مبشرا بان المقدسيات
بدان بخلع الحجاب، كرمز على تحررهن.
وهذا
يمكن أن يطرح سؤالا حول إلى أي مدى عرقل الأفندية والارستقراطية الدينية، الحداثة
المدينية؟ وعلى الأرجح فان مصالحهم الطبقية اقتدت محاربتهم للتنوير والأحزاب
الحديثة والفكر الليبرالي، وإبقاء النساء في الحرملك، بينما هم، مارسوا حرية جنسية
شملت نساء الجوالي الأجنبية في القدس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق