أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 31 أكتوبر 2016

الحكايات الأخرى..!




















تفتتح رائدة طه، مسرحيتها (ألاقي زيك فين يا علي)، بمشهد تعرضها لاعتداء جنسي، عندما كان عمرها 24 عاما، خلال مشاركتها في وفد مع الرئيس عرفات، التي شغلت منصب سكرتيرته الصحافية.

تحكي للرئيس، بعد عودة الوفد إلى تونس، حكاية المعتدي وهو أحد رجاله، ولا نعرف كمشاهدين، إذا كان عقاب عرفات له لتعرضه لابنته بالتبني، كافيا أم لا؟ وربما لا يهم أن نعرف، فرائدة، التي تقدم سيرتها كابنة شهيد معروف، ارتقى خلال خطفه لطائرة سابينا لمطار اللد، في عصر الصعود الثوري، تسعى لتقديم الوجه الآخر، لأسرة شهيد، بعد أن يغادر المتعاطفون، وتغلق على نفسها الأبواب.
لا بطولات لدى ناس الشهيد. بالسخرية المرة، ودموع الضحك، والألم المقيم، الذي يرفض أن يغادر، فالأب لن يعود، تخوض رائدة لعبة المكاشفة. وهي تكشف نفسها، تكشف كذبنا، وتدليسنا، وتصفيقنا.
هذه المكاشفة مع الذات ومع الآخرين، جديدة على المسرح الفلسطيني، والمجتمع الفلسطيني الذي تعوّد على الأغاني الحماسية، قليلة المعاني، وكِذب الخطباء وقرفهم، وأحزاب استمراء الهزائم، وإعادة إنتاجها.
مرة أخرى، يتقدم الفن، على السياسة، وهذه المرة بتوقيع رائدة طه (وإخراج لينا أبيض)، ممثلة حقيقية، ومثقفة نافذة الرؤى.

الثقافة المغايرة تُعبر، وترفع الأصبع، تؤشر، وتحكي الحكاية الأخرى..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق