بعد
ثلاثة أيام سيكون قد مضى عام على ما حدث. في اليوم التالي لاستشهاده، حمل الناس
معتز، وساروا في طريقٍ طويلة، ليضمنوا أكبر قدر من الوقت يمكن أن يقضيه الشهيد في أمكنته
المفضلة، التي على الأقل فضلها على باريس، فعاد لينز دمه عليها.
عندما
اقتربت الجنازة من موقع نوبته، لم يفكر لابس الكاكي المناوب، إلا في أن الشهيد،
ليس إلا صديقه، وهو في موقف تُقيده الأوامر، والانضباط العسكري، والاتفاقات
الثنائية، والإقليمية، والدولية، واللجنة الرباعية، والرباعية العربية، ورباعيات
أخرى يعرفها، وأخرى لا يعرفها.
ولكن
كل هذا لم يهمه. هو واحد من أعداد من المهمشين، الذين لا نعرفهم، وجدوا أنفسهم، في
مفارق التاريخ الفلسطيني المديد، في مواقف، لم تتمكن عقولهم من استيعابها، فقالوها
لا صادحة.
عندما
رأى الشهيد يقترب محمولا على الأكتاف، أطلق 25 طلقة تحية له في الهواء، هي في الواقع
ما كانت في حوزته، ولم يفكر في العاقبة..! فقط كان أمينا لتراث الرفض غير المرئي،
الذي لا يُعرف متى يعبر عنه، وبفضله، ستنقل الصخور، والوديان، والأشجار، والطيور،
والزواحف، والضباع لسلالتها، بان هناك من دافع عن شرف الصامتين، ولو بخمس وعشرين
طلقة بددت صمت الهواء، ولم يعرف الصادحون في الجنازة، عن صاحبها الشيء الكثير..!
يمكن
ان نقول بان اسم ذلك البهي، كان أدهم..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق