من الصعب التصديق، بان الرفيق صالح، يمكن أن يؤذي بعوضة،
ولكن هذا ليس رأي دولة الاحتلال، التي تعتقل وتلاحق هذا الشاب الرياضي، منذ خشونة
أيامه في حارة حشنة في مخيم الدهيشة.
الرفيق صالح جاري، وهو دائما في معتقل، أو خارج منه، أو
مطارد لإعادته إليه. جيش الدفاع بعظمته، يدافع عن نفسه بملاحقة الرفيق صالح. يقتحم
المخيم، ينصب كمائن، وفي أخر مرة اعتقال أذكرها
اقتحم المستعربون منزله بعد شروق الشمس، على هيئة باعة خضار. يبدو ان
الرفيق صالح كان وصل المنزل ليستريح، مع خيوط الشمس الأولى، فاقتحموا غرفته وأخذوه
وهو يستعد لارتداء ملابسه، وتحمس موقع فيسبوكي فنشر، قبل ان تسبقه المواقع
المنافسة:
-خبر عاجل-اعتقال الرفيق صالح مشلح...!
ونُشرت صور للرفيق صالح وهو مخفورا بالشبّاح، وربما كان
الأجدى، للموقع من باب المصداقية، بدلا من نشر الحقيقة، أن ينشر: اعتقال الرفيق
صالح مشبحا...! وبالطبع ينوه في متن الخبر، عن الفرق بين التشبيح الممانع والتشبيح
كزي..!
الرفيق صالح، اختار اليسار، في زمن أهل اليسار تركوا
اليسار، وأصابوا يسارا، رغم ان صديقنا خاله مفكر وناشط فتحاوي جليل.
فجر اليوم، صحوت على أصوات القنابل بأنواعها، حاولت
تجاهل الأمر، ولكن لم يكن بالسهل فعل ذلك، فالجيش الذي يدافع عنه نفسه تحت نافذتي،
والهدف كما تبين لاحقا منزل الرفيق صالح، وبين حجارة الفتية وشتائمهم التحتية،
ورصاص الجنود، على جانبي منزلي المطل على شارعين ينتهيان بمنزل الرفيق صالح،
اشتعلت حرب صغيرة.
حاولت التغلب على خوفي، بتصفح الفيس بوك، ووجدتها فرصة
للرد على رسائل لم انتبه لها، ومعظمها تحوي كلمة استهدافية لشات، مثل هاي، ومرحبا،
وكيف الحال. وأين أنت يا وغد...! والمفاجأة ما ان بدأت بالرد حتى انهالت الأجوبة
في هذه الساعة المبكرة-المتأخرة، واتضح لي بان الفيسبوكيين لا ينامون، ولأنني
استثقل الشات عادة، ولا أشتشت، حاولت، هذه المرة ان أجرت الشتشتة هربا من شتشتة
الجنود والفتية، وسط الحجارة والقنابل والأصوات، والخوف، ويمكنكم توقع النتيجة.
عندما أويت إلى نومٍ لا يأتي بسهولة، علمت ان كل عملية الجيش
الذي يدافع عنه نفسه، وكل حشوده، هي فقط لإعطاء الرفيق صالح بلاغا لمقابلة مخابرات
الاحتلال..!
فقط لا غير..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق