أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 24 أكتوبر 2016

نجوت لأروي الحكايات...!



تاريخ فلسطين كتبه المنتصرون، من فراعنة، وعرب، وصليبيين، وقائمة لا تنتهي، أمّا الحكايات القليلة التي وصلتنا، فرواها الناجون القلة.
سنجد وفرة في من قصص الفتح، والحصار، والسبي، والقتل لدى الإخباريين العرب (فتوح البلدان للبلاذري مثلا) ولدى الصليبيين (وليم الصوري مثلا)، والقليل في رسائل تل العمارنة، وتماثيل اللعنات الفرعونية.
أمّا الحكايات فهي قليلة، في أغلب المرات لم ينجو أحد ليخبر عما حدث، وفي مرات نادرة روى الناجون، ومن نتفهم، راكم شعبنا أغانيه، ورقصه، وندبه، وفرحه، وتقاليد الموت والحياة، والدين الشعبي، والمواسم، والزواج.

ما بين النكبة ومنتصف الستينات مات ٥٠٪ من أبناء اللاجئين في المخيمات، نصيب أسرتي موت نصف عدد أولادها، أنا من الجيل الذي نجا، بعد عامين أو أكثر من تسجيل اخر حالات شلل الأطفال في المخيم.
أنا من الجيل التاجي، في صراعه مع المرض والطبيعة وسوء التغذية، إلا انه كان ضحية شلل الأنظمة التقدمية والرجعية، وكان على الناجين رفض الهزيمة، وحراسة طريق القدس، فحملوا الحجارة بيد والكتب بيد.
لقد نجوت، لأروي الحكايات، لبنة في ارث طويل، من حكايات المهمشين، والتاريخ الآخر، في مواجهة، تاريخ المنتصرين.

(لقاء حول الصورة النمطية للمخيمات واللاجئين-مؤسسة شروق وراديو أورينت)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق