هل لو عاد أحد موتى الشرق، نهض من سبات، كسابقة أهل
الكهف، وظل محافظا على تقاليد شراء الصحيفة اليومية، وتوجه لأقرب باعة صحف، وأمسك
الجريدة، هل سيشعر بان ثمة ما تغير في أوضاع الشرق؟
تخوض الشعوب حروبا للتحرر، وحروبا أهلية أخرى للعقد
الاجتماعي، ثم تنهض من جديد، في معارك بناء لا تنتهي مجالاتها الثقافة، والفيزياء،
والكيمياء، والرفاه. أمّا هنا فما الذي تغير؟ كم عدد الذين ماتوا من فلسطين في
حروب دولة الخلافة العثمانية في اليمن؟ كم عدد الذين ذهبوا ولم يعودوا؟ وكم عدد من
عاد وروى الحكايات والقصص؟
ما يجري في بلادنا الان، جرى مثله على مدار قرون، وتقريبا
نفس السيناريوهات. فقط من يؤرخون ويكتبون ينسون، ويبدؤون من جديد، والناس أيضا
تنسى، وتعتقد بان التاريخ بدأ بها، ومن أجلها..! فتبدأ، في كل مرة، من جديد، في
مناقشة فوائد بول البعير، وما في الدين والسياسة من علاقات واختلاف، وما في
الهويات من وشائج، يموت ناس كثر فقط بسبب الكلام، ويموت ناس كثر، لان شيوخ
القبيلة، الذين راكموا عقد الطفولة، سينتشون، برؤية الدماء.
مدن ودول قدرية..! تنجح، في كل مرة، في تفريخ سادة
حروبها، وتفشل، في كل مرة، في تغيير أقدارها..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق