من صومعتي
المطلة على (الهيروديوم) مفخرة هيرودس العظيم، الذي استمد منه الأمل بشكل دائم، وصحراء
البحر الميت، وجبال مؤاب الأردنية، أصعد إلى جبل أبو زعرور، في نحو 10-15 دقيقة. من
أعلى الجبل، أطل وأطيل على مشهد بانورامي، لا يفقد دهشته من تكرار النظر، على
الجهات الأربع، حيث تبدو معالم القدس الواحدة، وجبل الزيتون، وبيت لحم، وبيت جالا،
وبيت ساحور ومياه البحر الميت الزرقاء، ودائما أقاوم رغبة لدي بمد قدمي لاختبار
ملوحة مياه البحر...!
هذه المرة
صعدت بعد أن علمت بحفريات "إنقاذية" غير شرعية تجريها سلطة الآثار الإسرائيلية،
في أحد أنفاق القناة الأسطورية التي حملت المياه إلى القدس-مشروع الفلسطينيين
القومي حتى النكبة. طول النفق 165م، ويتجاوز ارتفاعه الثلاثة أمتار. حكومة
الاحتلال، أعلنت قبل سنوات، وضع اليد على 1800 دونما، لتسكين 20 ألف مستوطن، وتم
وضع د.فياض، رئيس الوزراء آنذاك، في صورة الوضع، ولم يظهر مخاض وضع.
مجموعة من
المستوطنين، احتلوا 300 دونم، من الأرض المنبسطة وسموها (جفعات عطام) وتم الإعلان
في الصحف عن النية ببناء نحو 300 وحدة استيطانية في المكان. وعلّموا مسارات مشي
سياحية، في إجراء غاية في الخطورة، يتعلق بالاستحواذ المعرفي.
يحرس الموقع
الاستيطاني حراس من العرب، وعندما يبدأ البناء، سيكون العمال من العرب، أفكر
أحيانا، في حفيد مفترض سيقطع المسافة من الصومعة، إلى أعلى الجبل، بعد سنوات. كيف
ستتغير الجغرافيا والتاريخ؟ وكيف ستكون العلاقة بين المستوطنين الذين سيفرضون
واقعا على الجبل ويحتلون المشهد، وبين السكان الأصليين الذين سيشكلون أقلية؟
كل شيء يبدو
هادئا على جبل أبو زعرور، ولكنه هدوء، قد يسبق عاصفة كبيرة، تستهدف الأرض والإنسان.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق