من يطرح مفهوم "أهل الذمة" في فلسطين،
هو في الواقع ضد الهوية الفلسطينية، التي تشكلت بصورتها الحالية، في المخاض الطويل
لنزاع الخلافة العثمانية.
ومن يدعو لنقاشها الآن،
في فلسطين المفتتة، والفتية يُقتلون على الحواجز الاحتلالية، تعبيرا ليس فقط عن
موقفهم من الاحتلال، وفي كل آن، هو مشارك في استهداف الهوية.
مفهوم "أهل
الذمة"، لفظته الجزيرة العربية مبكرًا، وربما لم يُطرح أصلا، كما يمكن ان
نفهم من دستور المدينة الذي سنه الرسول الكريم، والذي جعل من المسلمين واليهود
والمسيحيين والوثنيين أمة واحدة، عدوهم الخارجي مشترك.
بعد 1400 سنة، يتوقع،
من الإسلاميين، انهم طوروا دستورًا وعقدًا اجتماعيا، أكثر تطورًا حتى من دستور
المدينة، كمساهمة حضارية للعالم، ولكن ما يحدث، بالنسبة لمن يعقدون الجلسات لنقاش
الذمة والخلافة، ان عصر الغزوات، والفتوحات لم ينتهِ بعد، وربما لن ينتهِ.
ما الذي يحمله
دستورهم للسلم الأهلي، وللحضارة العالمية: عندما نغزوكم، سنطبق عليكم في بلادكم
قوانين أهل الذمة..!
لم يفرض الرسول
الكريم، الجزية، على أهل مكة، واعتبرهم أحرارا. من أين أتت الأحكام التالية التي
تخص الشعوب التي أُخضت، قصرا، وسلما؟ المختصون يعلمون، ولكنها بالتأكيد ليس لها
علاقة بالرسول الكريم، وإسلام المدينة.
"وأن ذمة الله
واحدة"-هكذا جاء في دستور المدينة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق