-إجابة على أسئلة
الزميل يامن نوباني/وكالة وفا حول (هل تنتج الهبة الشعبية أدبًا يخصها؟-
بشكل عام تشكل
الأحداث التي ينظر إليها البشر، بأنها ذات قواسم تتعلق بالحرب، والأمل، والحب،
والمواجهة، والموت، وغيرها، أرضا للإنتاج الأدبي والفني، وفيما يخص فلسطين، فإن
الأدب تعرض لمنعطف قد يكون الأخطر في مسيرته منذ قرن، بعد عام 1993، وظهر ما بدا
أن ما كتب عن مسيرة شعبنا، وثورته، ومقاومته، لم يصمد، ويتوارى. بالنسبة لي المهم
كيف يمكن للأديب أن ينظر للأحدث، من أية زوايا مشهدية، وفنية، وبهذا المعنى فإن كل
حدث يصلح لأن يكون عملاً فنيًا. الأدب يختلف كليًا، عما تنتجه مواقع التواصل
الاجتماعي، المحكومة للنشر اللحظي، وردود الفعل اللحظية، الأدب يحتاج عادة إلى
وقت، وبما أنه صناعة ثقيلة، فإن الأمر يحتاج إلى النزول للميدان، ومحاورة
الفاعلين، ومراقبتهم، وملاحظتهم لفترات طويلة، ومحاولة فهمهم، بالنسبة لي شخصيًا،
نزلت إلى مواقع المواجهات، لكي أفهم ما يحصل، ونظرت بمقت لدعوة وصلتني للمشاركة في
ندوة عن واقع هذه الهبة وآفاق تطورها، سيتحدث بها مجموعة من المثقفين، وتساءلت
لماذا لا يتحدث أصحاب الشأن والعلاقة حول الموضوع؟ لقد تعلمت شخصيًا الكثير من
الفتية في الميدان، وحاولت التعبير عن ذلك بقصص صحافية، نشرتها في الصحف المحلية،
وعلى موقعي على الفيس بوك. ولكن الكتابة السردية تحتاج إلى وقت، فبالنسبة لي لدي
خطة للكتابة عن انتفاضة النفق عام 1996 التي غطيتها ميدانيا، ولدي أرشيف مهم عنها،
ولكن لم أكتب شيئا حتى الآن. أما الشعر فربما يكون أسرع استجابة، ورأينا ذلك مثلا
في قصيدة محمود درويش عن الطفل محمد الدرة. الهبة، وغيرها من هبات وأحداث، تشكل
منفردة ومجتمعة، مادة ثرية لكتابة أدب إنساني عميق، فأن تعيش ليلة واحدة فقط في ظل
احتلال، كافية لكتابة عمل أدبي مهم، ولكن كيف ينظر الكتاب إلى مثل هذه الهبات،
وأين هم منها، وهل يستطيعون من مقاهيهم، وشللهم، أن يروا أبعد من أنوفهم؟ علينا أن
نتخلص مما أسميه عقدة أوسلو الأدبية، التي جعلت أي شيء يتعلق بالأدب الذي له علاقة
بالمقاومة، أدبا سيء السمعة. وعلينا أن ننظر بجدية أكبر لعملية تشكيل الأعمال
الأدبية. لم يعد مقبولا أن يكون الأدب فقط مجرد شذرات سيرية، ومقاطع إنشائية تتغنى
بالبطولة والشهادة مثلا، الأدب هو أكثر من رصد لعلاقات وتشابكات في الواقع
الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتاريخي.
تفاصيل:
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق