نُكبت بيت محسير،
وخلدا، والبريج، قبل نكبة قريتنا. وصل المنكوبون إلى زكريا، تم وضع خطة لتقاسم
مياه البئر السفلاني، بين المنكوبين ومن ينتظرون النكبة.
غارت الزكراويات من
المحسيريات الجميلات، الزكراويات أيضا جميلات، الحلوات يلحظن الحلوات، وحدث تحرك،
لسنا على علم بتفاصيله، لوضع حد "لشيوخ العفن" الذين سولت لهم أنفسهم
(أو في أثناء تسولها)..!
ولم يمض وقت طويل حتى
نُكبنا جميعا، أبناء قرى الحزام حول القدس، الذين تحملوا على الأقل منذ غزوات
سنحاريب، والفراعنة، دفع الرؤوس في الحرب، وفي السلم، دفع الضرائب..!
في الشهر الماضي ونحن
تحت زيتونة البدوي في الولجة، سألني إبراهيم نصر الله: هذا هو وادي الصرار؟
قلت: لو سرنا في
الوادي سنتغدى في زكريا، وستكمل طريقك إلى البريج..!
منذ 5 سنوات، حددت
طريق عودني: من وادي الصرار، وعندما سألني محب، لماذا لا ترتب وضعك في الخارج، طرد
من تبقوا، هي مسألة وقت؟ قلت له: عندما يتجه المطرودون إلى الشرق، سأتجه، غربًا
عائدا، عبر وادي الصرار، العودة قرار..!
أحمد المحسيري صديق إبراهيم
وابن مخيمه وابن بيت محسير، واحد مثلنا من أبناء المخيمات، نجا، بالانتخاب
الطبيعي، من موت أطفال المخيمات المحتم (نصف أطفال المخيمات ماتوا ما بين
1948-1965)، وبطش الأنظمة العميلة، وفساد مثقفي منظمة التحرير، وقلة حيلة وغباء
بيروقراطية الثقافة (ما بعد أوسلو)، صنع عودة نسبية، يمارسها بشكل دائم، تأمل في
ما تبقى من بشر وحجر، لتتحول لوحات تجوب المدن.
احتفلنا به وبمعرضه
في متحف درويش. معرضه معرضنا، نحن، الذين نجوا، ليقولوا لا مدوية، والعودة ليست
سوى مسألة وقت..!
أحمد المحسيري الفنان،
والأخ، والناجي..! مبروك..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق