في
ستينيات القرن التاسع عشر تجشمت ماري روجرز، عناء قطع المسافة، في الأرض الوعرة
بين مخيمها في الطالبية، التي ستصبح حيا لأثرياء القدس، إلى عين الحَنِيّة في قرية
الولجة، باعتبارها عين القديس فيلبس، وتركت لنا وصفا حيويًا، للعين وللمنطقة.
كم
هو محظوط القديس فيلبس، فهناك أكثر من موقع، ارتبط بحكايته مع الخصي، وأشهرها عين
الذورة في حلحول، والتي ارتبطت به، على الأقل منذ زمن الصليبيين، أمّا بالنسبة
للدكتور الأب إبراهيم نيروز، المجاز بالآثار، فان الموقع هو بئر القديس فيلبس في
الدير الأسقفي في نابلس.
في
ثلاثينات القرن الماضي، أجرى الدكتور ديمتري برامكي حفريات في عين الحَنِيّة، وكشف
عن كنيسة ومعالم أخرى، وتواصلت الحفريات، التي أكدت بان موقع العين، يعود لأكثر من
أربعة آلاف عام، واحتوى على سبيل حوريات، وارتبط بعبادة آلهة رومانية.
في
عام 1948، استولى الإسرائيليون على الولجة، وقرى جنوب غرب القدس، ليس بالقتال،
ولكن على الخارطة، في مفاوضات رودس، وذكر التفاصيل المريرة الجنرال الأردني عبد
الله التل.
العين
التي تقع بالقرب من سكة حديد القدس-يافا، تعتبر مهمة للمحتلين، وعلى طريقة بن
غوريون، في الاستحواذ التدريجي، أغلقت سلطات الاحتلال، مؤخرا، منطقة العين، كما
كنا نتوقع.
خلال
السنوات الماضية، حرصت على اصطحاب ضيوفنا، إلى العين، حتى يتمكنوا من تقدير الإرث
الجمالي، والتاريخي، والتراثي، لبلادنا، قبل أن تغلقها سلطات الاحتلال.
أنا
حزين، بسبب الاستحواذ الاحتلالي على العين، والذي لم يكن إلا تتويجا لممارسات
عدوانية مخططة، في مقابل الشعارات، وقلة الحيلة، والتفاهة، وإعادة إنتاج الهزيمة
والنكبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق