بالنسبة إليّ، عشت معظم سنوات حياتي، تحت احتلال يهدد وجودي، الكتابة بالنسبة إليّ كانت وما زالت فعل حياة. أنتمي إلى جيل نشأ في مخيم الدهيشة، واسطة عقد المثلث المقدس: القدس – بيت لحم – الخليل، حمل، مبكرًا، بعد احتلال ما تبقى من فلسطين الانتدابية، ومعها أراض عربية، الحجارة بيد، والكتاب بيد، وبالنسبة إليّ، حملت أيضًا القلم.
كتبت تحت الحصار، وفي أيام حظر التجوال الطويل، وفي الزنازين، على ورق السجائر، وعلى الحاسوب. ماذا أفعل في لحظة الدّم؟ أكتب. ماذا أكتب؟ خلال الانتفاضات العديدة، التي عشتها في الأراضي المحتلة، وشاركت فيها، وحملت أسماء عديدة مثل: انتفاضة الأقصى، والنفق، والأسرى، والحرية.. الخ، وأخرى لا أسماء لها، كتبت عن وقود الدّم، هامشيّي الانتفاضات، الذين، في لحظات القطاف، حتى لو لم يكن في أوانه، يُنسَون.
وهو ما أفعله الآن، في متابعة الانتفاضة الفلسطينية الحالية. الكتابة بالنسبة إليّ فعل مقاومة -ليس بالمفهوم الدعائي المبتذل- عندما تعيش لحظات تهديد وجودي دائم.
في كل يوّم، أعيش هذا التهديد على المستوى الفيزيائي الشخصي، من اقتحامات جيش الاحتلال لمخيّمي، وحارتي، وتدمير المنازل، وإطلاق النار والغاز المدمع، وقتل جيراني، إلى العيش على حافة الحياة، في الشوارع، وعبر الحواجز، والإقامة في سجون تصغر كل يوم.
ماذا أفعل أنا، في لحظات الدّم؟ بالإضافة إلى حمل القلم، مضطر لحمل أسلحة أخرى، دفاعًا عن مشروعي الكتابي. الكتابة بالنسبة إليّ هي مشروع وجود. في لحظات الدّم، أستمر في مشروعي الكتابي، أكتب بانتظام، وأصدر كتبي ضمن خطط!
*مساهمتي في ملف مجلة الجديد.
*شكرا أوس داوود يعقوب.
http://www.aljadeedmagazine.com/?writer=455
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق