لم يتمكن داود
حسين موسى، عندما رأى جرافات الاحتلال تشق أجزاءً من الشارع الاستيطاني المسمى رقم
ستين، عام 1996، من تمالك نفسه، وهو يعلم ان ما يحدث هو تخريب يستهدف الأراضي
الزراعية، والجرافات وهي تقتطع الصخور، وتجرف التربة، إنما تقطع تاريخه الشخصي،
والأرض التي ناضل للدفاع عنها، خلال المعارك التي اندلعت عشية النكبة.
كان عمر الحاج
داود آنذاك 80 عاما، وهو ابن بلدة الخضر، التي تمتد أراضيها على جانبي شارع
القدس-الخليل التاريخي، الذي شكل شق شارع الستين ضربة للشارع الذي شُق ليناسب عيون
الماء على جانبيه، والاستراحات، والتجمعات الحضرية الفلسطينية، التي بنيت طوال
قرون..
لاحظ الحاج
داود، الذي عرف أرض الخضر الممتدة، وشهد على عصف التغيرات عليها، الذي أحدثته
المشاريع الاستيطانية، ان شق الشارع، كشف عن عين ماء بجانبه، ولم يثر الأمر
استغرابا كثيرا لدى الحاج، لان المنطقة مشهورة بعيون الماء، ومنها عين ماسور، وعين
الطاقة، وأدى شق شارع الستين في تلك المنطقة على قطع الوادي الشامي، بردم جزء منه،
وهو مرج زراعي مهم لأهالي الخضر، وعزل العينين.
وأصبحت
المنطقة، مكانا مفضلا للمستوطنين للتنزه، وارتياد عيون المياه، التي وضعت على
خرائط المستوطنين السياحية.
حسب إبراهيم
موسى، ابن الحاج داود، فان والده، عندما رأى الماء، أحضر آلية حفر (باجر) عملت
لمدة يوم للكشف عن العين، التي تغطيها الان شجيرات القصب، ولا تثير انتباه
المركبات التي تسير بسرعة على الشارع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق