أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 4 أبريل 2016

ليلة المطران..!


ما حدث مساء أمس (2-4-2016) في قصر المؤتمرات/برك سليمان، كان كفيلا بإفساد متعة حضور أي عمل فني.
اكتظت القاعة مبكرا بالمشاهدين الذين اتوا ليشاهدوا العمل الفني الكشفي الراقص (حاية) وهي كلمة آرامية تعني حياة، ولكن المسؤولين تأخروا 45 دقيقة، ومع ذلك حظي دخولهم بتصفيق حار من الجمهور وخصوصا من محبي رجال الدين من اللوثريين والسريان.
وكان على الجمهور، أن يستمع أيضا لكلمات زائدة، ويبدو ان عريف الحفل الفنان سعيد زرزر، استشعر ثقل الأمر على الجمهور، فبشرهم بانتهاء الكلمات، وعلى الأرجح انه تم إلغاء بعضها.
حاية..عمل في غاية الأهمية، ينتج تحت الاحتلال، يمزج بين أنغام الإيقاع الكشفي الاحتفالي والدبكة الشعبية الفلسطينية، شارك فيه ستون فنان وفنانة من العازفين والراقصين والممثلين.
بعد انتهاء الأمسية، حدثت مفاجأة، أوقفت الشرطة الفلسطينية مطران السريان، الذي كان من ضمن أصحاب الكلمات خلال الافتتاح المتأخر عن الموعد، والذي حظي بتصفيق أكثر من المتكلمين الآخرين، وخلال كلمته، حيا، مثلما فعل المتكلمين الآخرين الشخصيات الايليت من جلوس الصف الأول، ومن بينهم قائد شرطة بيت لحم، ويظهر ان إشادته بالرئيسين عرفات، وعبّاس، لم تشفع له.
اعتقال الشرطة الفلسطينية، للمطران، بناءا على قرار النيابة، التي تلقت شكوى من فتاة سريانية بحق مطران السريان في فلسطين والأراضي المقدسة، حدث غير مسبوق، ويحسب للشرطة، بغض النظر عن براءة المطران من عدمها.
الاعتقال، أقلق جمهور السريان، واعتبروه مسا بهم، ورابط نحو مئة منهم أمام مركز الشرطة حتى ساعة متأخرة من مساء اليوم، بعد تلقي وعدا بالإفراج عن المطران، ولكنه سيقضي ليلة أخرى مخفورا.
أراد المحتجون من صِغار السن، التعبير عن غضبهم، بأكثر الطرق شيوعا في فلسطين، ولكن كِبارهم كانوا أكثر حِكمة.
أعترف بان كلمات المطران وزملائه من المسؤوليين، أفسدت عليّ، نسبيا، الاستمتاع بالعمل الفني الرائع، وتساءلت، متقززا: متى يمكننا ان نحضر عملا فنيا، بدون خطابات أو كلمات؟ ولكنني لم أتوقع ان ينتهي الاحتفال بالمفاجأة غير المتوقعة: اعتقال المطران، بتهمة التحرش بفتاة..!
يا لرجال الدين، والتهم التي تلاحقهم، ويا لأتباعهم الذين يتحملون وزر أفعالهم..!

ويا لنا، نحن، الذين نُجبر كل مرة، على مشاهدة عرض مبتذل من مسح الجوخ، قبل كل عرض فني إبداعي..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق