عندما سمع يوسف عطوان
(52) عاما، طرقا شديدا على باب منزله في بلدة الخضر القديمة، غرب بيت لحم، وعرف أن الطارقين جنود الاحتلال، توقع أي شيء،
إلا انههم أتوا من أجل ابنته مجد (22) عاما.
هذه ليست المرة الأولى،
التي يتعرض فيها منزل عائلة عطوان للدهم من قبل جنود الاحتلال، فالوالد يوسف
والوالدة نضال صلاح، من الأسرى المحررين، وأمضى الابن أحمد، فترة في السجون
الاحتلالية، وأصيب بعيار مطاطي عندما كان عمره تسع سنوات.
وتعرض منزل شقيقه رزق
للاقتحام، واعتقال ابنه، الذي أمضى فترة في سجون الاحتلال، في ظروف صحية حرجة، قبل
إطلاق سراحه.
وتعيش العائلة، مثل
باقي أهالي البلدة القديمة، أحداث حرب يومية، كما يصف ذلك صاحب دكان في البلدة،
فجنود الاحتلال يقتحمون المدارس ويطاردون الطلبة بشكل يومي، ويطلقون الغاز المدمع
على منازل البلدة التي أصبحت محاصرة، بالشوارع الاستيطانية الالتفافية، والنقاط
والحواجز العسكرية.
عندما علم يوسف، بان
جنود الاحتلال، في منزله، فجرا، لاعتقال ابنته، استشاط غضبا، واستخدم ما لديه من
حيل في محاولة لوقف اعتقال الابنة. طلب من الضابط المسؤول إبراز أمر الاعتقال،
وعندما أبرزوه الضابط، وطلب التحدث مع ضابط المخابرات، ولكنهم لم يمكنوه من ذلك.
وجد يوسف وأسرته،
أنفسهم لوحدهم وسط قوة كبيرة من جيش الاحتلال، داخل المنزل وخارجه، وعليهم هذه
المرة توديع الفرد الوحيد بينهم الذي لم يجرب الاعتقال سابقا.
أحاط أفرد العائلة
بمجد، محاولين توفير أكبر شحنات الدعم المعنوي والنفسي لمجد، التي يقول والدها،
بأنه ليس لديها أية نشاطات سياسية أو غير سياسية.
رافق أفراد الأسرة،
مجد حتى باب المنزل، وعندما غابت مع جنود الجيش الذي يفاخر بأنه أقوي جيش في الشرق
الأوسط، عادوا ليجلسوا في المنزل محاطين بالمحبين، آملين أن لا تطول غيبة الابنة
الوحيدة في الأسرة.
تعودت أسرة عطوان،
على غياب أحد أفرادها، ولكن هذه المرة بالنسبة لهم مختلفة. أمضى يوسف عطوان خمس
سنوات في السجون الاحتلالية، وأمضت الأم سنتين، واعتقل الابن أحمد عندما كان عمره
13 سنة، ثمانية أشهر خلف القضبان، عاشت فيها الأسرة أسوأ أيامها.
يقول أحمد صلاح، صديق
الأسرة: "أسرة عطوان، نموذج للعائلات الفلسطينية المناضلة، التي قدمت لوطنها،
ومع اعتقال مجد، يكون جميع أفرادها قد جربوا الاعتقال".
قبل ظهر اليوم، اتصل
ضابط احتلالي من مركز قوات الاحتلال في مستوطنة عتصيون، جنوب بيت لحم، وأبلغ يوسف
عطوان، بان ابنته مجد، ستمثل يوم الخميس المقبل، أمام محكمة عسكرية، وعندما سأله
الأب عن التهم التي سيوجهها الاحتلال لابنته، أجابه بأنها تتعلق بمنشورات على
الفيس بوك.
يقول يوسف: "هذه
المرة اعتقلوا وردة العائلة، لحظات صعبة علينا، ولكن هذا قدر شعبنا، ومسيرتنا
الطويلة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق