أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 7 يونيو 2015

حفريات اثرية فلسطينية في خربة الكرمل..!





ينهمك طلبة من معهد الآثار في جامعة القدس، واثاريون من وزارة السياحة والآثار، في العمل، في حفريات أثرية، هي الأولى من نوعها في خربة الكرمل، وتحديدا في الموقع المعروف بالقصر.

ويشعر الدكتور عيسى الصريع، من معهد الآثار-جامعة القدس في أبو ديس، بالفخر، لمشاركته في أوّل حفرية في الموقع، منذ الحفريات التي اجرتها دائرة الاثار الأردنية فيه عام 1963م.

ويقول: "سعيد لانها أوّل حفريات فلسطينية بأيدي فلسطينية، منذ عشرة أيام ونحن نعمل، فتحنا مربعين، والنتائج مبشرة".

تتبع خربة الكرمل، لمدينة يطا، جنوب الخليل، وتأسست فيها عام 1997م لجنة اعمار، تحولت إلى مجلس بلدي، يضم بالإضافة إلى الكرمل ثلاث تجمعات أخرى يسكنها 12 ألف نسمة.

اكتسبت الكرمل، أهميتها التاريخية، لوقوعها على طرق القوافل، بين بلاد الشام ومصر، وبين القدس-غزة، وتشتهر بأثارها العديدة، التي تعرضت للاعتداءات والاهمال سنوات طويلة.

عمرّ أهالي يطا الخربة، في عشرينات القرن الماضي، بعد هجران طويل، وكتب عنها الرحالة، ومنهم نعمان القساطلي، الذي زارها في عام 1873، وقدم وصفا لموقع القصر، وبركتها المهمة، وكنائسها البيزنطية.

يقول الصريع، بان الحفريات التي تجرى الان في موقع القصر، أظهرت وجود فسيفساء ملونة ومزججة في مدخل بوابة القصر، الذي هو عبارة عن قلعة صليبية، بجانبها كنيسة بيزنطية.

بنيت هذه القلعة، لتكون مع قلاع اخرى، مثل خربة البرج في مدينة دورا، لحماية طريق القوافل التجارية والدينية.

يحاول الصريع، انقاذ الموقع، بالعمل على تأهيله مستقبلا وتحويله إلى حديقة للأهالي، وفي ذهنه ما تعرض له الموقع من تدمير واهمال، يقول الصريع: "بعد الحفريات الأردنية في الموقع، تعرض للاعتداء عليه من قل الناس، كونه مشاعا، حيث قضمت ارضه من الاطراف، وحوله الاطفال إلى ملعب لكرة القدم، ونقل البعض أعمدة إلى منازلهم بغرض الزينة، وبيعت أعمدة أخرى في السوق الإسرائيلية".

يتحدث الصريع، عن دعم معنوي، لما يفعله من جامعة القدس، ووزارة السياحة والآثار، وبلدية الكرمل، ويأمل، بان تبادر جهات مانحة لتقديم الدعم من اجل تأهيل الموقع، وترميمه، وتحويله إلى حديقة عامة، وحمايته.

ويؤكد الصريع، بانه لن يتم الكشف عن آثار له حساسية خاصة ومهمة، حتى لا تتعرض للدمار، وسيتم حمايتها بطمرها بالرمال، بعد توثيقها.

بالإضافة إلى اهتماماته الاثرية، فان الصريع من مدينة يطا، لذا فان للموقع أهمية عاطفية بالنسبة له، بالاضافة إلى الاهمية العلمية والوطنية.

موسى أبو عرام، رئيس بلدية الكرمل، متحمس للحفريات الاثرية في موقع القصر، ويقول بان البلدية رغم صغر عمرها، إلا ان المحافظة على الاثار كانت من ضمن أولوياتها، ويسعى لأخذ موافقة أصحاب منازل قديمة في الخربة، لاستئجارها واستخدامها كمتحف يضم قطع اثرية تؤرخ لخربة الكرمل منذ أقدم العصور حتى الان.

ولكن مشروع الحديقة الاثرية، أوّ المتحف، واكمال تأهيل موقع البركة، وغيرها، تحتاج إلى أموال، وهو ما تفتقده البلدة كما يقول رئيسها.

الحجارة القديمة المتناثرة يمكن رؤيتها في أكثر من مكان في الكرمل، التي تحوي مواقع أخرى مهمة، بعضها مطمور تحت الأرض، وأخرى بُنيت عليها مبان حديثة.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق