خلال
تصوير مشهد درامي، في باحة مستشفى الأمراض النفسية في الدهيشة، قبل أيّام، تجاوزت
فاتن المجنونة، قوانين المستشفى، التي تحظر اختلاط المجانين والعقلاء معا، ونزلت
من عنبرها، بكامل أناقتها، وتبين انها منزعجة من الشكل النمطي (الشعر المنفوش
والملابس الغريبة...الخ) الذي ظهرت فيه الممثلة التي تؤدي دور مجنونة.
قالت
فاتن لطاقم العمل، بحسرة وثقة:
_انظروا
اليّ، أنا مجنونة، شوفوا ما أحلاني، وما أحلى لبسي..!! وما أجمل شعري، المجنونة
ليست مثل ما تقدمونها..!!
درجت
الأفلام والمسلسلات العربية، على تنميط فئات بشرية معينة كالمجانين، وكبار السن، واليهود،
والفدائيين العرب والفلسطينيين، والمسيحيين، والأمهات، ويندر ان نجد في الدراما، يهوديا
غير معقوف الأنف، أوّ مجنونا نظيفا مرتب الثياب، أوّ مسيحيا ليس طيبا إلى حد
السذاجة، أوّ مقاومة فلسطينيا خارج نمط المثالية، أو أُما غير متفانية في تربية أولادها..!
فاتن
المجنونة، قدمت، للمشتغلين في الابداع، درسا في علم الجمال، يضاف إلى الدراسات
الرصينة في علم جمال الفن..!!
في
فلسطين الأوسلوية (ثقافيا واجتماعيا وفنيا)، كما أرى، نحتاج إلى فاتن المجنونة، في
الواقعين الثقافي، والسياسي، ومهرجانات الخطابة، وحفلات التكريم، والندوات
الأدبية...الخ.
فاتن
المجنونة وحدها تستطيع ان تميز إذا كان ما نفعله، على المستوى الابداعي، شيئا اخر
غير ما يفعله بهلوانات السيرك..!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق