أريحا
16-6-2015وفا- عبد الرحمن القاسم
'مجانين
أريحا يلتقون مجانين بيت لحم'. بهذه العبارة لخص أحد المثقفين الظرفاء الذين حضروا
اللقاء الذي جرى يوم الاثنين (15-6-2015)، في حوش الياسمين 'قمة ايفرست' في بيت
جالا، والذي جمع أعضاء صالون مي زيادة الثقافي في أريحا بالكاتب أسامة العيسة مؤلف
رواية 'مجانين بيت لحم'، بحضور مثقفين وأكاديميين وشعراء من المدينتين.
ويقول
مؤلف الرواية بتواضع في استهلال لقائه الحضور
'ها أنا, من تقمصت شخصية الروائي حينا, والروائي الكلي المعرفة في أحيان
أخرى الذي يعرف كل شيء وقد لا يعرف شيء, وتواريت خلف شخصيات أخرى, كي لا يكشفني
احد'، ويضيف 'هذا لن يمنع القارئ من المطابقة بين الراوي والمؤلف ولن يسبب لي ذلك
أي حساسية ولن أجهد نفسي لنفي ذلك وعلى وشك الذهاب طوعا وبإرادتي الحرة الى
الدهيشة 'المركز الذي يأوي المجانين'
ويتابع:
و'بعدما كتبت نزرا عن مجانينها, فأصبحت من دون أن أدري واحدا منهم...؟!'.
ويتساءل
الروائي: 'هل عندما فكرت بكتابة رواية عن دهيشة المجانين, كنت مجنونا بالفعل أم
كانت لدي بوادر جنون لم أتبينها, تطورت مع انغماسي في عالم المجانين... ؟' مع
تأكيده انه لم يسعً للجائزة التي طاردته
لأنه يكتب عن الناس وللناس وهم الحكم.
وتقع
الرواية في 254 صفحة من الحجم المتوسط
والصادرة عن نوفل دمغة الناشر هاشيت انطوان والتي فازت بجائزة 'الشيخ زايد
للكتاب' من بين أكثر من ألف نص روائي وأدبي من أكثر من دولة.
وجاء
في بيان نص الجائزة: 'انه نص أدبي فريد يهتم بسيرة المكان ويتبع تغيراته من خلال
موضوع الجنون والذي احتفى به العمل وصوره على نحو يؤرخ لحقيقة فكرية, وهو عمل
يستلهم أساليب السرد التراثية ويفيد من وسائل تقنيات السرد المعاصر، يمزج مزجا
إبداعيا بين التاريخ والتحقيق الصحفي وبين الغرائبي والواقعي'.
وتضيف
الناقدة الأدبية د.بسمات السلمان: "نجح الروائي في المزج بين عالم الجنون
وعالم العقلاء، وان تكون روايته فتحا جديدا ونمطا جديدا في الرواية العربية، وان
تتخلى شهرزاد عن دورها لسارد مسكون بالحكاية الشعبية والتراث ويقلب ألف كتاب وكتاب
ليقحم شخصيات تنمو وتتطور في فضاء من الواقع المتخيل والخيال الواقع".
ويقول
سكرتير الصالون عبد الرحمن القاسم: ' تمكن الكاتب باحترافية وإبداع من التنقل بسلاسة وإبداع
بين عالم المجانين والعقلاء إن جاز التعبير، وان كل حكاية عن عالم نزلاء الدهيشة تصلح أن تكون قصة بحد
ذاتها, وان ينقلنا الى محطات هامة في التاريخ الفلسطيني والنضال الفلسطيني، وان
يقدم نقدا للواقع الفلسطيني المعاش بعيدا عن التنظير السياسي أو أن يسقط أو يفرض رأيا بعينه, كما
انه قدم المجانين كعالم له إحساس وشعور وهموم ومشاكل وأحلام صغيرة، وتغول عالم العقلاء
عليهم في أحيان كثيرة".
فيما
اثني صاحب فكرة الصالون الأب الروحي للصالون الشيخ داود عريقات على الرواية كعلامة
فارقة في الأدب الروائي الفلسطيني الحديث، ومعلنا في الوقت ذاته عن استضافة
الروائي العيسة في ندوة موسعة لإلقاء المزيد من الأضواء، سيعقدها الصالون في
محافظة أريحا والأغوار..
واعتبر
الشاعر عمران الياسيني، ود.وليد مصطفى, والإعلامية المغتربة سميرة المنسي، ومازن
عبد الواحد، والباحث واصف عريقات والعديد من النقاد والأدباء ان الرواية 'مجانين
بيت لحم' مقاربة جديدة للقضية الفلسطينية، وانطلقت من فكرة مبدعة فذة ونفذت ببراعة
وأسلوب لماح وممتع ومسلٍ تستحق القراءة والوقوف عندها مليا.
وأسامة
العيسة كاتب وصحفي فلسطيني صدرت له عدة كتب أدبية وبحثية في القصة والرواية، واعد
أفلاما تسجيلية عن الثقافة والسياسة في فلسطين، وحصل على المركز الأول في جائزة
فلسطين للصحافة والإعلام، وجائزة العودة التقديرية للتاريخ الشفوي عن'حكايات من بر
القدس، وجائزة الشيخ زايد للكتاب عن راويته الأخيرة 'مجانين بيت لحم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق