في
الوادي الشامي، تحتل عين لِفْتا المشهد، بنفقها، وبركتيها، وقنواتها المهجورة. هنا دبّت الحياة في
زمنٍ ما، والان هي بالنسبة لإسرائيلي القدس الغربية، لا يوجد أفضل منها، لتمضية وقت ممتع في أحضان الطبيعة، حيث تُشكل
العين، فيما تبقى من القرية المحتلة عام 1948، ما يشبه جزيرة طبيعية، وسط المدينة
الصاخبة.
يسبح
فتية وفتيات في البركة التي تصب فيها مياه العين، وعندما يتعبون من السباحة، لا
يوجد أفضل من أكمات أشجار التين كثيفة الأغصان، حول البركة، لأخذ قسط من الراحة.
قبل استكمال اللهو في الماء، أوّ التمشي في دروب القرية المظللة بأغصان الأشجار،
بينما تنساب في طرقاتها الصغيرة، ما زاد عن حاجة البركة من مياه.
عمل
المحتلون على تهويد المكان والعين، وتغيير اسمها إلى عين نفتوح، وخط المحتلون
كتابات بالعبرية، على مدخل النفق، الذي يدخل اليه المستجمون والمستجمات، لتجربة
الوصول إلى منبع المياه وسط الظلام.
لا
تستخدم مياه البركة فقط، للاستجمام، ولكن أيّضا لدواع دينية، فهي مرغوبة في طقوس
التطهر التي يمارسها اليهود المتدينون، والمتدينات اللواتي يتطهرن من الطمث.
لوّ
واصلت لِفْتا نهوضها الاقتصادي،
والمديني، الذي أجهضته النكبة بقسوة، وفتحت فيها المزيد من المقاهي، كيف سيكون
المشهد حول العين؟ هل سيكون فتية وفتيات البلدة، والقدس، جزءا من المشهد؟.
http://alhayat-j.com/pdf/2015/6/30/page7.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق