أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الجمعة، 12 يونيو 2015

للفلسطيني جنونه الخاص/ماجدة صبحي


(مجانين بيت لحم) لا أدري أأسميها رواية أم هو نوع جديد من الأدب، أم هو تحقيق صحفي وبحث تاريخي توثيقي لحقبة تاريخية مرت بها فلسطين ومدينة بيت لحم  استغرقت جهد سنوات طويلة استطاع كاتبها ان يلخصه بأسلوب جديد عن طريق شخوص المجانين، الذين جمعهم بين طيات هذا العمل الأدبي.

معلومات تاريخية وسياسية جديدة قدمها لي أسامة بين دفتي هذا العمل بكل حيادية وبدون أي تأثيرات وموروثات فكرية ودينية واجتماعية بالية، كما المجانين المجردين من كل المظاهر الدنيوية البالية، جعلنا الكاتب نتعاطف معهم بل ونصل إلى حقيقة أن كل واحد فيهم كان يمثلني ويمثل أي فرد فلسطيني يعيش على هذه الأرض بكل نكباته وانسانيته، فكل شخصية كنت أقرأها كنت أتذكر شخوص من قريتي، اراهم في زوايا وأزقة القدس هنا وهناك وفي الحافلات، أو ربما كنت أرى نفسي من خلالهم، فكل فلسطيني له جنونه الخاص وحالته الخاصة حسب الظرف المكاني والزماني والاجتماعي والسياسي الذي يعيشه.

 استطاع الكاتب وصف المجانين بطريقة خفيفة الظل إن صح التعبير تجعل القاريء يتمنى أن يكون واحد منهم  ويسكن في ديرهم النقي من روث العقلاء. هذا الدير الذي رأيته نموذجا مصغرا عن فلسطين، فكل من يمر بها يحاول الاقتطاع منها وصبغها بصبغته، ويغيرون الملامح والأسماء كما دير المجانين وقرية زكريا وكما القدس، لكنهم يرحلون وتبقى هي بمجانينها وساكنيها يستقبلون ويودعون...

فقط اتركوا لنا هذا المكان نعيش فيه بسلام بلا فسادكم

واتركوا لنا جنوننا معشر العقلاء

ختاما لا يسعني إلا أن أقول بكل فلسطينيتي أفتخر بك كاتبا وباحثا واعلاميا وانسانا ينتمي لهذا الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق