أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الاثنين، 8 مايو 2017

يحيى عبيات: حضور بهي لحامل متلازمة داون..!










يكاد يكون يحيى عبيات (18 عامًا)، أكثر المتضامنين حضورًا في خيمة الاعتصام التضامنية مع أسرى الحرية في ساحة المهد، وسط مدينة بيت لحم.
يعاني يحيى من متلازمة داون، ومن صعوبات في النطق، ولكن هذا لم يحل دون مشاركته في الفعاليات التضامنية مع الأسرى التي يصفها إبراهيم مسلم، أحد المتضامنين، بالفعالة.
يحيى شقيق الأسير علي عبيات الذي اعتقلته سلطات الاحتلال يوم 1-6-2003، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، ويخوض الإضراب المفتوح عن الطعام مع زملائه في سجون الاحتلال. ويظهر يحيى باستمرار مرتديًا قميصًا عليه صورة القائد الأسير مروان البرغوثي، مؤكدًا انه: "فتحاوي وبحب الفتحاوية".
يقول مسلم، شقيق الأسير خليل مسلم المحكوم بعدة مؤبدات: "عادة ما يكون يحيى أول الموجودين في الخيمة، ويشارك معنا في التحضيرات اللوجستية، كترتيب الكراسي، وتحضير المياه، وتنظيف الخيمة، انه من أكثر المواظبين على الحضور، ووجه بارز في الخيمة، وأنا أتفاءل به وبوجوده".
يشارك يحيى في الفعاليات المساندة للأسرى مثل المسيرات، والاعتصامات، وإشعال الشموع، وأصبح أيضًا خطيبًا في خيمة الاعتصام، يتقدم ليمسك الميكروفون ويخطب في الحضور الذين يستقبلون كلماته غير المفهومة، بود وتصفيق. ويتولى صديقه إبراهيم مسلم، ما يصفها بالترجمة، مشيرًا إلى أن يحيى يؤكد على الاستمرار في الفعاليات النضالية المساندة للأسرى، وعلى أهمية الوحدة الوطنية بين مختلف الفصائل، وينهي خطابه بتوجيه التحية لشقيقه الأسير علي، وباقي الأسرى وعلى رأسهم مروان البرغوثي.
المعتصمون الأكثر مداومة في الخيمة، يسألون عن يحيى إذا غاب، ويفتقدونه إذا احتاجوا أمرًا ما، وبسرعة يجدونه، قد يكون يطمئن على هذه اللافتة أو تلك أو صورة أسير تحتاج إلى إعادة تعليق، أو يساعد في تعليق لافتة أو صورة جديدة، أمام وحول الخيمة.
يقول يوسف سند (أبو خالد)، وهو أسير محرر، إن مشاركة يحيى في الخيمة، هي بشكل أو بآخر تمثل مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في الفعاليات الجماهيرية المساندة للأسرى". ويضيف سند، الذي أصبح يلتقي يحيى يوميًا، منذ نصب الخيمة: "يحيى من الفتية النشطين في الخيمة، ومواظب على الاعتصام، ويعرف أهمية ذلك بالنسبة للأسرى الذين يتطلعون إلى شعبهم بمختلف فئاته وطبقاته لمساندتهم في معركتهم".
ومن خلال تجربة الأسر الطويلة التي عاشها سند، وخاض خلالها معارك الحركة الأسيرة في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، يدرك مدى أهمية الالتفاف الشعبي حول معارك الأسرى، وكيف يؤثر ذلك إيجابيًا على معنوياتهم.
عندما يأتي متضامنون جدد إلى الخيمة، أو وفود محلية أو أجنبية أو سياح تلفت انتباههم خيمة الاعتصام، يستعد يحيى ويقف مع المستقبلين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق