أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأحد، 6 نوفمبر 2016

مجانين الدهيشة/شفيع الحافظ


علمونا في صغرنا أن الدهيشة موطن للمجانين فقط...
وإن تخطأ سوف نُرسلك إليه ويا ليتهُم أرسلونا...
وحينما كبُرنا وجدنا أنهم حافظوا علينا من الجنون...
حينما بدأت في قراءة أولى صفحات مجانين بيت لحم للكاتب أسامة العيسة ايقنت تماماً أنه فعلا يوجد في هذه المدينة مجانين...
فلولا جنون معتز لما تراجعت القوات الخاصة عن أعادة الكرة...
ولولا عزف أزقتها على رؤوس ضباط الاحتلال كقرع طبول في ملجئ المجانين لما انسحبوا منها...
لو كان يحق لمجانين بيت لحم أن يكونوا في كتاب أسامة العيسة فيحق لي أن يكُن ثوار الدهيشة مجانين في دفاعهم عن المخيم...
فجنون معتز الذي يؤخذ كجرعةٌ في الوريد يدفع الأدرينالين بالركود جانباً على حافة الطريق ليرى ذلك الشباك الذي يخرج منه دُخان سجائر المُطاردين على هيئة سحابة تُمطر أن مرِ عابر يخابث نفسه...
حتى نجوم السماء التي تتعب سهراً...
حتى ينام المخيم...
تُلملم بعضُها تعباً من الانتظار...
لتشرق شمسهم ولا تنام عيونهُم...
في مخيم الدهيشة سحابة معتز التي لا تفارق سمائُه...
تُستنشق غبار من هربوا من المخيم...

لتنثر ابتسامته على أرجائه...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق