مواطن
غيور، وطني متحمس، باحث، متدين، قد تنطبق واحدة منها على شخص اسمه (أبو حسان) أبا
زيد الأذرعي، أو كلها، وربما يمكن إضافة صفات ومصطلحات أخرى عليها، جعلته يتحمس
لكتاب سجل الخلود وهو الجزء الأخير من موسوعة النكبة التي أصدرها عارف العارف.
حماس
الأذرعي، لهذا الجزء من الموسوعة، جعله يخاطب ورثة العارف، ليأخذ إذنا ليطبع
الكتاب، وهو ما حصل عليه ضمن شروط، من فاروق عارف العارف.
وصدر
الكتاب في صنعاء عام 2006م، ووضع الأذرعي اسمه على الغلاف مع عبارة (حققه وقدم له
وراجعه) وأضاف إلى اسم العارف، لقب المقدسي، وهو اللقب الذي يحوز الان، على اهتمام
كُتّاب، وصحافيين، وناشطين، يطلقونه على أنفسهم، ويُطلق أيضا على أسرى وشهداء.
ما
هي الإضافات التي تجعل الأذرعي، يعيد طباعة الكتاب مع إجراء تغييرات عليه؟ لا أريد
أن أتطرق إلى ما جاء في تقديمه للكتاب، ولكن إلى بعض ما اعتبرها تصحيحات أجراها
على نص العارف، مثل انه لم يستسغ إشارة المؤلف عن بعض الشهداء مثل ان هذا الشهيد
انتحر أو هذا الجندي قتله زميله، فيقول: "أبعدت هذه التعريفات والشروحات إكراما
لأسر هؤلاء الشهداء، لان الذي انتحر ربما قتل نفسه خطأ". يا سلام على الأمانة
العلمية..! وأية كرامة تبقى مع هذا التزييف؟
ولم
يستسغ تعريف للشهداء: "قد يفهمه البعض خطأ كأن يذكر (يقصد العارف) فلان
وظيفته كوى أو طاهي، فصححت وقلت هو في قسم التموين، أو قسم الخدمات العامة
المسلحة، أو أذكره جندي فقط".
هذه
وغيرها من نماذج "التحقيق" الذي أجراه الأذرعي، على الكتاب، وهو بشكل أو
بأخر عبث في التحقيق الأصلي للعارف، ومحاولة كتابة تاريخ وفقا لرغبته، وفكره الأيديولوجي
الذي يفصح عنه في مقدمة الكتاب.
إن
ما ذكره "المحقق" ليس إلا تشويها، وتحويرا، بدلا من الإضافة، والاغتناء،
وتقديم معلومات عن الشهداء..الخ
كم
عارف العارف لدينا؟ وكم كتاب عن النكبة لدينا أصلا؟
أوقفوا
العبث بتاريخنا..! أوقفوا هذه المسخرة، ما الذي يحدث..!؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق