أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

بيتر يرفع الآذان..!




الدكتور بيتر قمري، قطب قومي، بعثي (فرع العراق)، رأيته في بغداد عام 2000م، واحدًا من قادة البعث القُطريين، المبجلين في عراق الزعيم الضرورة.
يملك قمري، حنجرة جميلة، جعلت هذا العلماني، بالإضافة إلى نشاطه الطبي، والاجتماعي، والسياسي، والاحتجاجي في الحركة الأرثوذكسية المناهضة للبطريرك اليوناني، عضوا في جوقة الروم الارثذوكس في كنيسة المهد، ولكنه، يمكن أن يسخر جوقته، في سبيل مبادئه القومية، والوطنية.
في المعتقل الإسرائيلي، أصبح الدكتور بيتر، مؤذنا، يرفع الآذان، بصوته الجميل، في صحراء بئر السبع، إلى ذرى بعيدة، ليصلي رفاقه المعتقلين المسلمين.
الكنائس في فلسطين، لديها الاستعداد لرفع الآذان في مواجهة القانون الاحتلالي (لم يقر بعد) بمنع الآذان، وهذا يدغدغ الوطنية الفلسطينية، ويصبح أمثال الأب عطا الله حنا، والأب مناويل مسلم، نجوما في الإعلام الفلسطيني الذي يتوقف دائما في المنتصف، أنصاف حقائق، وأنصاف معرفية، وأنصاف كفاءات.
ولكنني أسأل لو أن الاحتلال منع صوت أجراس الكنائس، هل ستبادر المساجد وتقرع الأجراس؟ هل إذا أُغلقت الكنائس، هل سيسمح للمسيحيين بالصلاة في المساجد، كما صلى مسلمون في الكنائس؟
في فلسطين المعاصرة المتشظية، الإجابة ستكون سلبية...! حتى الشيوخ الذين يمكن أن يكونوا متنورين، قد لا يخشون (السلطان) ولكنهم سيخشون النَّاس..!
مقلقة وخطيرة هذه "الوطنية السياحية"، المبتسرة، الأحادية. الوطنية الفلسطينية، لم تكن يوما في اتجاه واحد، وهي قبل كل شيء مفهوم أخلاقي..!
الفلسطنة، خلال ثمانية الاف عام، هضمت الأديان، وصبغتها، وتحايلت على الفكر المتطرف، وعاشت في تقاليد الزراعة، والأساطير، وتقويم الفلاح الفلسطيني، ولعلها ستصمد في مواجهة الأحاديات..!
**
*الصورة: مطعم افتيم رفقة الدكتور بيتر (14-11-2012م)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق