عندما كانت القدس،
قدسا، قُدس الصحف اليومية، والمثقفين، والنقابات، والنشاط الحزبي، كان يمكن تنظيم
مثل هذا المؤتمر، يفتتحه إميل حبيبي الآتي من حيفا، مستعرضا مواهبه الخطابية.
استعرض حبيبي مجموعة قصصية لسامي الكيلاني، أحد الأصوات القصصية التي شكلت في تلك
المرحلة، ما يمكن تسميته مجد الحركة الأدبية في الأرض المحتلة (1967). وهي مرحلة
أدبية ربما لم يُؤرخ لها.
سامي في
الفترة الأخيرة بدا شغوفا بما يسميه النصوص المفتوحة، وهو التصنيف الذي ثبته على
غلاف كتابه (سجادة من غيم) (طبعة محدودة).
يُعَرِف سامي النص
المفتوح: "لون أدبي يحوّم على الحدود بين القصة القصيرة والقصيدة
والخاطرة".
هذا النوع
الأدبي، يلجأ إليه الكثير من الكتّاب، خصوصا المكرسين في الغرب، ونفتقده هنا في
الأرض التي ما زالت محتلة (67 و48)، وأعتقد ان القراء يقبلون على هذا اللون
الأدبي، الذي يُقدم سامي الكيلاني، من خلال كتابه، وبدون تنظيرات أجمل تعريفاته،
محملا بخبرات عديدة في البشر، والأماكن، والثقافة، والأكاديمية.
بعد ان استعرض
حبيبي، ما خطه سامي، ختم خطبته: "لا بأس من ان نتعلم شيئا مما يجري في إسرائيل.
ومن الأعراف البرلمانية في إسرائيل ان يقوم أكبر الأعضاء سنا يتولى رياسة الجلسة الأولى
للكنيست الجديدة. وحدث، حين كنت عضوا في الكنيست أن كان أكبر الأعضاء سنا عضوا في
حزب متدين صغير ومتعصب. فتولى رياسة الجلسة الافتتاحية. وكان من المفروض ان يلقي
كلمة متأدبة لا تزيد عن بضع دقائق-كلاما عاما لا يلزمه ولا يلزم غيره. ولكنه أطال
في الكلام وشرّق وغرّب. فاستشاط الأعضاء غضبا. وطالبوه بان يكف. فلم يكف. وصاح في وجوههم:
ما دام الصور (النفير) في يدي فسأنفخ في الصور ولن ألقيه! وإذا جاز ان أسدي إليكم نصيحة
فإنني أنصحكم بان لا تكفوا عن النفخ في الصور وبان تمنعوهم من ان يسحبوه من ايديكم.
انفخوا في الصور!".
سامي ما زال
ينفخ في الصور، مع تنوع الألحان..!
في انتظار
طبعة جماهيرية من الكتاب..!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق