لا يحب
الاحتلال، أن يرى الفلسطينيين، يَحيّون، حياة مدنية، لا يحب أن يراهم يسهرون، وأن
يكون لديهم دور سينما، ومسارح، ومكتبات، ومغنيين، وفنانين، وشوارع، وبنايات،
ومجانين يجوبون الشوارع، ويرتادون الحانات.
منذ عام 1967،
كل عشر سنوات، يقصف، الاحتلال، ويستهدف، الحياة المدنية، حتى تضاءلت كثيرا، وبعد
عزل القدس، وبيت لحم، ورام الله، والخليل، وجنين، وأريحا، ونابلس، وقلقيلية،
وطولكرم، حقق نجاحا باهرًا، ولوّ كان نسبيًا، في عزل الأمكنة، في الحيز الذهني
لجيلين، على الأقل، من الفلسطينيين، تُركا نهبا، ولُقما سائغة، للشعاراتية، والجمل
الثورية، شكلا، وللاستلاب السياسي، والثقافي، والاجتماعي، مضمونًا.
ولكن الناس
تتحدى، ريم، يتجاوز ابداعها كونها ايقونة للأغنية الوطنية، وفي مساء بيت لحمي رطب،
قطع صوتها المسافة الملائكية بين مدينة المهد، وتوأمها القدس، فيروز ابتكرت
(فكتوريا) لتحاكي واقعنا، روز كتبت روايتها الأولى للفتيان، باللغة الانجليزية،
وتنسج بدأب نجاحات دار النشر الخاصة بالأطفال والفتيان، التي أسستها، ومَها مستمرة
في تطريز الثياب والحكايات، وسميرة تناوشها أفكار فلمها الذي طال طلقه، ما يبشر
بولادة باهرة، ورنا مستمرة في المشاغبة بالفن والكفاح الجماهيري، وعبد الرحمن لا
يتخلى عن التجريب الشعري، ورمزي ينسج مشروعه التشكيلي، وإبراهيم يطلق اغنيته
الأولى (أبو هادي)، وفوزي يخضرم النحت، وأسامة عوّاد، فرح بمشروع المقهى الثقافي.
لا مقاومة
بدون مجتمعات مدنية، ولا ثورة بدون مشروع ثقافي، ولا انتصار بدون مدنية
الثقافة..!!
https://www.facebook.com/events/1488322134811392
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق