يقف عصام محمد
حسن زماعّرة (42) عاما، أمام قُطف كبير من العنب، يتدلى من سقف منصة مربعة صنعت
خصيصا لحمل 250 كيلو، هي وزن هذا القطف، الذي هو عبارة عن عشرات من عناقيد العنب.
يستقبل زماعّرة،
بود، زوّار، مهرجان العنب "الشهد في عنب الخليل"، الذي افتح في مدينة
الخليل، يوم الثالث عشر من الشهر الجاري، الذين يبدون رغبة في التقاط الصور مع القُطف
الطويل، الذي أصبح أهم المعروضات في المهرجان، وأكثرها شهرة، وقدرة على استقطاب
الناس، واثارة اهتمامهم، تعج وسائل التواصل الاجتماعي بصور ناس مِنْ مختلف الفئات،
التقطت الصور بجواره.
اختار زماعّرة،
وهو من مدينة حلحول، العنب الحلواني، لصنع قطفه المثير، وعزا سبب هذا الاختيار،
لجمال هذا النوع من العنب، ولصلابته وتحمله مشاق التنقل من مكان إلى اخر.
هذه التجربة
الثانية بالنسبة لزماعرة، في صنع ما يحب ان يسميه أطول قُطف عنف، ففي العام
الماضي، صنع قطفه الطويل الأوّل، وعرضه في مدينة حلحول التي استقبلت مهرجان العنب.
وبعد نجاح
التجربة، رغب بتكرارها، فعمل مع اثنين من مساعديه، مدة أربع ساعات لاختيار عناقيد
العنب المناسبة لتثبيتها على اطارات حديدية، حتى يخرج القطف بصورته البهية، ونقله إلى
وسط مدينة الخليل، حيث يقام مهرجان العنب هذا العام.
مهندس ديكور
صمم المنصة التي تحمل القطف المهيب، وأبعادها 2,5م x 2,5م، وارتفاعها ثلاثة أمتار.
كلف صنع
القطف، زماعّرة نحو 800 شيقل، هي بمثابة تبرع من هذا الفلاح، لإدخال البهجة، كما
قال على ضيوف المهرجان، وكذلك للفت الانتباه أكثر لزراعة العنب في الخليل. يقول زماعّرة بان عنب الخليل قد يكون الأكثر جودة
عالميا، لأنه زراعة بعلية، تعتمد على مياه الأمطار، إضافة إلى ملائمة الأجواء
والتربة.
يملك زماعّرة 35 دونما، يمضي شهرين، كما قال في قُطف العنب، وباقي الأشهر
في العناية بأرضه، وبالإضافة إلى العنب، ينتج الزبيب، والعنبية، والملبن، وغيرها
من منتجات العنب التي يسوقها محليا.
يبدي فتحي أبو
عيّاش، رئيس مجلس العنب الفلسطيني، سعادته بالقُطف المهيب، وبصفته أحد المسؤولين
عن المهرجان، يرافقه ضيوفه من المسؤولين في المؤسسات الرسمية والشعبية، لالتقاط
الصور بجانب القطف.
وقدم شكره
للمزارع زماعّرة، على مبادرته، لصنع القُطف، كجزءٍ من الجهود، لإنجاح المهرجان
الذي، نُظم، حسب أبو عيّاش، لدعم المزارعين.
يقول أبو عيّاش:
"أشعر بفرح وأنا اتابع اهتمام الناس، بالقُطف الجميل، وهو جزء من الاهتمام
بعنب الخليل، حيث تنتج المحافظة سنويا، نحو 27 ألف طن، وكما هو معروف يعاني
المزارع من مشاكل كثيرة مثل التسويق".
ويضيف:
"نُسوق هذه الكمية مِنْ العنب، في الأسواق المحلية، ونصدر إلى الاردن، وإسرائيل.
نبذل جهودا لدعم المزارع، ولكن مهما قدمنا فان المزارع الفلسطيني يستحق
اكثر".
مجلس العنب
الفلسطيني، كما يقول أبو عيّاش، مؤسسة شبه حكومية، تحاول مساعدة المزارعين، وهي مُشاركة
في تنظيم المهرجان، الذي يعتمد، حسب أبو عيّاش، على الجهود الطوعية.
داخل أروقة
المهرجان، الذي تستمر فعالياته عدة أيّام، وحسب أبو عيّاش، فان العارضين يتقسمون إلى:
31 مزارع عنب، 35 منتجات العنب، 15 تطريز، 2 جوافة، 1 تموز.
الأجواء
الفرحة في المهرجان، لا تخفي، ما تعرض له قطاع العنب الفلسطيني، فحسب أبو عيّاش،
نقصت كمية الانتاج، عن العام الماضي، بنحو 30% والسبب: موجات البرد في شهر كانون
الثاني الماضي، وموجات الحرارة في شهر آب المنصرم، والعاصفة الرملية قبل أيّام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق