أهلين

"من عرف الله سار، ومن سار طار، ومن طار حار". عجيل المقدسي.

الخميس، 17 سبتمبر 2015

قرابين الآلهة وعجول الأرض..!

مثقف "تنويري" يقرر لمتابعيه على الفيس بوك، بان القدس أصبحت إسلامية بقرار رباني لا لبس فيه، وهناك في الجانب الآخر عند العدو، مَنْ قرر بان الربّ ميز بين عباده، ومنح بعضهم الأرض دون غيرهم، وما منحه الربّ وقدسه، لا يمكن التنازل عنه.

إذا كانت الآلهة مختلفة كل هذا الاختلاف، وتتصارع على أرضنا، فلماذا ندفع نحن الثمن، ونقبل أن نكون قرابين في خلافاتها، التي يمكن ان تحلها في السماء، وليس على الأرض..؟؟

ما كتبه المثقف المذكور، يندرج ضمن الحملات الشعاراتية المقيتة والعنترية، التي يعج بها الفيس بوك، والتي تدعو إلى تجييش الناس (كيف؟ لا نعرف) والدفاع والمرابطة (كيف؟ لا نعرف) عن الأقصى، بالإضافة إلى اسطوانة شتم العرب والمسلمين، المقيتة...!!

ومعظم هؤلاء من أصحاب الجمل العنترية، لم يحظوا بأية هراوة على أجسادهم، أو قضاء ليلة في السجون، ولم يجبروا سادية الاحتلال، وعنفه. ببساطة لانهم احترفوا النضال الشعاراتي..! ومن الجيد ان غالبية شعبنا استفادت، خصوصًا، من تجربة انتفاضة الأقصى الأخيرة، فلا تسمع لهؤلاء الذين يرون في أفراد شعبنا وقودا، لكي تبقى نيران ارتزاقهم، مشتعلة..!!

إذا كان الدفاع عن الأقصى يندرج ضمن خطة حركة وطنية فلسطينية للتحرر، فيلزم ذلك: التخطيط، وتشكيل قيادات ميدانية، وسياسية، ووضع برامج تُطبق تدريجيا، ورفع شعارات قابلة للتحقيق، والاتفاق على خطاب تجميعي، يتحلق حوله أكبر قدر من الناس، وأكبر قدر من الأصدقاء، والحلفاء، اقليميا، وعالميا، وحتى ضمن المجتمع الإسرائيلي (وهذا ضروري جدًا).

أمّا ما يُطرح الان، ومنذ سنوات في ساحات الأقصى، مِنْ اهانة شهداء المقاومة الفلسطينية الذين ارتقوا ضمن فصائل العمل الوطني غير الإسلامية، والتقاتل بين فصائل الإسلام السياسي، ورفع شعارات ليس لها علاقة بواقع حركتنا التحررية مثل (الإسلام هو الحل)، و(القدس عاصمة الخلافة)، وجعل ساحات الأقصى مكانا للتظاهر انكارا للإبادة الأرمنية...الخ، فهو إعادة انتاج الهزيمة، وما المثقف "التنويري" الذي يقرر عن الله، وعن الناس، إلّا نوتة بالغة النشاز في هذا التجهيل العام والطام..!.

مَن يدعونا لنكون قرابين للآلهة، فليقدم نفسه، أما نحن، فلا نريد قرابين للآلهة في قُدسنا، نريد تحرير الأرض، بعجول الأرض، وبأقل قدر من قرابين الأرض..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق